حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٧
كهولة حرة برت بكرت بكهلها على الإسلام. قدمته أحد سبعة سابقين أولين، فنهض بأجسم أعباء الرسالة وأشقها نهوض جهاد متصل وتضحية صابرة، وكفاح مر.
وشيخوخة لم تقصر عن كهولتها حرية ولا براء قدمت صاحبها طليعة وفاء لروح الإسلام فكان من الآحاد الأول الناهضين بأعباء الرسالة نهوض جهاد متصل، وتضحية صابرة وكفاح مر، فما التقت جبهتا صراع إلا كان (علامة هدى) في أهداهما سبيلا، وأعدلهما قضية.
كان في عهد النبي راية للمؤمنين لم يتفقدها الرسول في محنة قط إلا وجدها رفافة تقتحم الهول على (الشرك) عنيفة به، صامدة لعنفه.
ثم ظل بعد النبي راية للمؤمنين لم يتفقدها روح الرسول في محنه قط إلا وجدها هناك رفافة تقتحم الهول على (الردة) عنيفة بها صامدة لعنفها.
قال المحدث: هذا كله جعل من (عمار) بن ياسر (علامة هدى) يموت من يموت إلى جنبه موقنا أنه غاد إلى الجنة، ويهلك من يهلك إلى جنب عدوه موقنا أنه رائح إلى النار.
وكان (عمار) يقول عن النبي: " ثلاث خلال من جمعهن جمع الإيمان كله: الإنفاق من الأقتار والإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم ". وكان - ما عاش - هذه الخلال الكريمة
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست