حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٨٠
فيقف دونه نفر من هاشم، وتكاد الفتنة أن تقع، ولكن عمارا نفسه انتصب بين الفريقين، واندفع يخطب بلسانه الجماهيري الساحر، داعيا إلى الحق، ماضيا في الكشف عن أسرار الإسلام، وحكمه ونظمه، وحاجته إلى علي، ببيان أخاذ ولغة نفاذة، فلو أمهل لربح المعركة، ولكن هديره كان يملأ غرفة الشورى فخشي عبد الرحمن أن ينقض عمار عليهم خطتهم، وحرضه سعد على الاسراع قبل أن تقع الفتنة، فعرض شروطه على علي وصيرها إلى عثمان وانتهى الأمر.
وحين أطل علي منسحبا تبينت النتيجة. أتدري ما صنع عمار؟ لم يتغير موقفه إلا التغير الذي يقتضيه تغير الجو، فانتقل من الدعوة في ظل الانتخاب إلى (المعارضة) بعد إعلان النتيجة. فقال لعبد الرحمن: لقد تركت عليا ولكن الحق ما تركه، وإنك لم تختر رجل العدل. وانتفض المقداد فقال:
واعجبا لقريش لقد تركت رجلا ما أقول ولا أعلم أن أحدا أقضى بالعدل، ولا أعلم ولا أتقى منه. أما لو أجد أعوانا!
ويتهددهما عبد الرحمن فيخوفها عاقبة المعارضة إلا أنهما لا يعبآن. ولكن عليا يهون عليهما الأمر، فيقول لهما: إني لأعلم ما بنفوس قريش. إنها تنظر في صلاح شأنها، وتحتاط لمنافعها فتقول: إن ولي الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبدا، فإذا كان في غيرهم تداولته بطون قريش. ثم أمرهما أن ينتظرا الأحداث فإنها كفيلة بإثبات ما يريدان أن يثبتاه، وما عليهما إلا النصح وقد نصحا.
(١٨٠)
مفاتيح البحث: بنو هاشم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست