أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٥٠
هنا يشدد النكير على المخالفين، بل وحتى على المجتهدين قبالته.
ونحن هنا لسنا بمعرض تقليب الشجون، ومحاكمة المتخلفين والمخالفين، قدر ما توخينا منه إماطة القذى عن بعض العيون في تحاملها على الشيعة نتيجة تبنيها للنصوص المتواترة باستخلاف علي عليه السلام.
وتجنبا للإسهاب لنتأمل ما أورده أصحاب الصحاح في متون كتبهم المختلفة حول هذه الواقعة، ولنشرع أولا برواية البخاري عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي البيت عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وآله: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله!.
قال: فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما كثر اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وآله قال لهم: قوموا عني. فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (1).
وفي صحيح مسلم وغيره برواية سعيد بن جبير: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ائتوني أكتب كتابا لا تضلوا بعدي. فتنازعوا، وما ينبغي عن نبي التنازع، وقالوا: ما شأنه؟ أهجر! استفهموه؟
فقال صلى الله عليه وآله: دعوني، فالذي أنا فيه خير (2).
وأما أحمد بن حنبل فقد روى في مسنده عن جابر قوله: أن النبي صلى

(١) صحيح البخاري ٧: ٢١٩ / ٣٠، وانظر كذلك: صحيح مسلم ٣: ١٥٩ / ٢٢، مسند أحمد ١: ٣٢٤، البداية والنهاية ٥: ٢٠٠.
(٢) صحيح مسلم ٣: ١٢٥٧ / ١٦٣٧، وانظر كذلك: مسند أبي يعلى ٤: ٢٩٨، مسند أحمد ١: ٢٢٢، البداية والنهاية ٥: ٢٠٠، تأريخ الطبري 3: 193.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321