حيويته حيث بلغ مديات من النمو والاطراد حكت الأجيال بهائها، وتزينت بها صدور المعاجم والموسوعات والمؤلفات.
وحينما أحكم الرسول الكريم صلى الله عليه وآله الكلمة الاسلامية في رصانتها ومتانتها فقد كانت الريادة بتقييدها وإبرازها للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث تمت على يديه الولادة المباركة حين بدأ بتدوين القرآن الكريم وكتابته بيده الشريفة حفظا لقدسيته، وصونا من أن تمسه الشبهات والأوهام، وكما صدع به الوحي الأمين على لسان نبيه المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله فقد كان للإمام علي عليه السلام شرف الأولوية في كتابته ومنذ أن ظهر هذا العمل التأسيسي الذي سجله تاريخ صدر الاسلام لصفحات من نور فقد بدأ السعي لتدوين علوم العربية في قواعد النحو وموازين الكلام الصحيح بمبادرة من الإمام علي عليه السلام حين أملى على أبي الأسود الدؤلي قواعد النحو فكان له السبق كذلك في هذا المضمار كما كان في كثير من مبادراته الميمونة حفظا لأحكام الشريعة وعناية بإبراز معالمها على الوجه الأمثل الذي صاغه رب العالمين لا ما ذهبت به الاتجاهات والنزعات والأهواء..
وكما كانت تمثل سيرة الإمام علي عليه السلام أصالة الرسالة ونقائها، وصيانة مبادئ الشريعة من التحريف والتشويه والتزييف، ينبغي أن تكون خطوات القدوة والأسوة كذلك، حيث وجدنا أن سيرة الأئمة الهداة من آل محمد صلى الله عليه وآله كانت النموذج الرائع الذي يتجسد فيه الخط الاسلامي القويم عبر أجيال وأنظمة مرت مثقلة الخطى بالنكبات والمحن والفتن والضلالات، فكانت مسيرة أهل البيت عليهم السلام الإشراقة الوضيئة التي تهدي إلى الصواب والرشد، وتمحق الباطل ورموزه بما يشحن الذهنية المسلمة من عطاء الفكر المحمدي الخلاق.. وهكذا كانت سيرة