ودرهما علانية ودرهما بالليل ودرهما بالنهار (1).
الحديث الحادي عشر: ابن شهرآشوب أورده من طريق العامة وغيرهم عن ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبي وأبي صالح والواحدي والطوسي والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيري والثمالي والنقاش والفتال وعبد الله بن الحسين وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم، أنه كان عند علي بن أبي طالب أربعة دارهم الفضة فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سرا وبواحد علانية فنزل * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) * فسمى كل درهم مالا وبشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص (2).
الحديث الثاني عشر: ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال: قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي في الرد على الجاحظ: وأنتم أيضا رويتم أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم) * الآية لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده مع إقراركم بفقره وذات يده وأبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * فجعل الله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة، فكيف سخت نفسه يعني أبا بكر بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول، وإنما كان يحتاج فيها إلى إخراج درهمين وعلي (عليه السلام) وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وأنزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن، وهو الذي ملك أربعة دارهم فأخرج منها درهما سرا ودرهما علانية ثم أخرج منها في النهار ودرهما وبالليل درهما، فأنزل الله فيه قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * وهو الذي قدم بين يدي نجواه صدقة دون المسلمين كافة، وهو الذي تصدق بخاتمه وهو راكع فأنزل الله فيه * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3).