لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٩٧
وأجبل القوم: صاروا إلى الجبل. وتجبلوا: دخلوا في الجبل، واستعاره أبو النجم للمجد والشرف فقال:
وجبلا، طال معدا فاشمخر، أشم لا يسطيعه الناس، الدهر وأراد الدهر وهو مذكور في موضعه. ابن الأعرابي: أجبل إذا صادف جبلا من الرمل، وهو العريض الطويل، وأحبل إذا صادف حبلا من الرمل، وهو الدقيق الطويل. وجبلة الجبل وجبلته: تأسيس خلقته التي جبل وخلق عليها. وأجبل الحافر: انتهى إلى جبل. وأجبل القوم إذا حفروا فبلغوا المكان الصلب، قال الأعشى:
وطال السنام على جبلة، كخلقاء من هضبات الحضن وفي حديث عكرمة: أن خالدا الحذاء كان يسأله فسكت خالد فقال له عكرمة: ما لك أجبلت أي انقطعت، من قولهم أجبل الحافر إذا أفضى إلى الجبل أو الصخر الذي لا يحيك فيه المعول. وسألته فأجبل أي وجدته جبلا، عن ابن الأعرابي، قال ابن سيده: هكذا حكاه وإنما المعروف في هذا أن يقال فيه فأجبلته.
الفراء: الجبل سيد القوم وعالمهم. وأجبل الشاعر: صعب عليه القول كأنه انتهى إلى جبل منه، وهو منه.
وابنة الجبل: الحية لأن الجبل مأواها، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد لسدوس بن ضباب:
إني إلى كل أيسار وبادية أدعو حبيشا، كما تدعى ابنة الجبل أي أنوه به كما ينوه بابنة الجبل، قال ابن بري: ابنة الجبل تنطلق على عدة معان: أحدها أن يراد بها الصدى ويكون مدحا لسرعة إجابته كما قال سدوس بن ضباب، وأنشد البيت: كما تدعى ابنة الجبل، وبعده:
إن تدعه موهنا يعجل بجابته، عاري الأشاجع يسعى غير مشتمل قال: ومثله قول الآخر:
كأني، إذ دعوت بني سليم دعوت بدعوتي لهم الجبالا قال: وقد يضرب ابنة الجبل الذي هو الصدى مثلا للرجل الإمعة المتابع الذي لا رأي له. وفي بعض الأمثال: كنت الجبل مهما يقل تقل. وابنة الجبل: الداهية لأنها تثقل كأنها جبل، وعليه قول الكميت:
فإياكم إياكم وملمة، يقول لها الكانون صمي ابنة الجبل قال: وقيل إن الأصل في ابنة الجبل هنا الحية التي لا تجيب الراقي. وابنة الجبل: القوس إذا كانت من النبع الذي يكون هناك لأنها من شجر الجبل، قال ابن بري: أنشد أبو العباس ثعلب وغيره:
لا مال إلا العطاف توزره أم ثلاثين، وابنة الجبل ابنة الجبل: القوس، والعطاف السيف، كما يقال له الرداء، قال:
وعليه قول الآخر:
ولا مال لي إلا عطاف ومدرع، لكم طرف منه جديد ولي طرف
(٩٧)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست