لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٧١٨
يكون على الوصف وعلى الظرف كما قال تعالى: والركب أسفل منكم.
قال سيبويه: وإذا قلت عام أول فإنما جاز هذا الكلام لأنك تعلم أنك تعني العام الذي يليه عامك، كما أنك إذا قلت أول من أمس وبعد غد فإنما تعني به الذي يليه أمس والذي يليه غد. التهذيب: يقال رأيته عاما أول لأن أول على بناء أفعل، قال الليث: ومن نون حمله على النكرة، ومن لم ينون فهو بابه. ابن السكيت: لقيته أول ذي يدين أي ساعة غدوت، واعمل كذا أول ذات يدين أي أول كل شئ تعمله. وقال ابن دريد: أول فوعل، قال: وكان في الأصل وول، فقلبت الواو الأولى همزة وأدغمت إحدى الواوين في الأخرى فقيل أول. أبو زيد: لقيته عام الأول ويوم الأول، جر آخره، قال: وهو كقولك أتيت مسجد الجامع من إضافة الشئ إلى نعته. أبو زيد: يقال جاء في أولية الناس إذا جاء في أولهم. التهذيب: قال المبرد في كتاب المقتضب: أول يكون على ضربين: يكون اسما، ويكون نعتا موصولا به من كذا، فأما كونه نعتا فقولك: هذا رجل أول منك، وجاءني زيد أول من مجيئك، وجئتك أول من أمس، وأما كونه اسما فقولك: ما تركت أولا ولا آخرا كما تقول ما تركت له قديما ولا حديثا، وعلى أي الوجهين سميت به رجلا انصرف في النكرة، لأنه في باب الأسماء بمنزلة أفكل، وفي باب النعوت بمنزلة أحمر. وقال أبو الهيثم: تقول العرب أول ما أطلع ضب ذنبه، يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صنعه قبل ذلك، قال: والعرب ترفع أول وتنصب ذنبه على معنى أول ما أطلع ذنبه، ومنهم من يرفع أول ويرفع ذنبه على معنى أول شئ أطلعه ذنبه، قال: ومنهم من ينصب أول وينصب ذنبه على أن يجعل أول صفة، ومنهم من ينصب أول ويرفع ذنبه على معنى في أول ما أطلع ضب ذنبه أي ذنبه في أول ذلك. وقال الزجاج في قول الله عز وجل: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة، قال: أول في اللغة على الحقيقة ابتداء الشئ، قال: وجائز أن يكون المبتدأ له آخر، وجائز أن لا يكون له آخر، فالواحد أول العدد والعدد غير متناه، ونعيم الجنة له أول وهو غير منقطع، وقولك: هذا أول مال كسبته جائز أن لا يكون بعده كسب، ولكن أراد بل هذا ابتداء كسبي، قال: فلو قال قائل أول عبد أملكه حر فملك عبدا لعتق ذلك العبد، لأنه قد ابتدأ الملك فجائز أن يكون قول الله تعالى إن أول بيت وضع للناس هو البيت الذي لم يكن الحج إلى غيره، قال أبو منصور ولم يبين أصل أول واشتقاقه من اللغة، قال: وقيل تفسير الأول في صفة الله عز وجل أنه الأول ليس قبله شئ والآخر ليس بعده شئ، قال: وجاء هذا في الخبر عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن نعدو في تفسير هذين الاسمين ما روي عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: وأقرب ما يحضرني في اشتقاق الأول أنه أفعل من آل يؤول، وأولى فعلى منه، قال: وكان أول في الأصل أأول فقلبت الهمزة الثانية واوا وأدغمت في الواو الأخرى فقيل أول، قال: وأراه قول سيبويه، وكأنه من قولهم آل يؤول إذا نجا وسبق، ومثله وأل يئل بمعناه، قال ابن سيده: وأما قولهم ابدأ بهذا أول، فإنما يريدون أول من كذا ولكنه حذف لكثرته في كلامهم، وبني على الحركة لأنه من المتمكن الذي جعل في موضع بمنزلة غير المتمكن، قال: وقالوا
(٧١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 713 714 715 716 717 718 719 720 721 722 723 ... » »»
الفهرست