لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٧٠٧
هل من مزيد أي أتعلم يا ربنا أن عندي مزيدا، فجواب هذا منه عز اسمه لا، أي فكما تعلم أن لا مزيد فحسبي ما عندي، وتكون بمعنى الجزاء، وتكون بمعنى الجحد، وتكون بمعنى الأمر. قال الفراء: سمعت أعرابيا يقول:
هل أنت ساكت؟ بمعنى اسكت، قال ابن سيده: هذا كله قول ثعلب وروايته.
الأزهري: قال الفراء هل قد تكون جحدا وتكون خبرا، قال: وقول الله عز وجل: هل أتى على الإنسان حين من الدهر، قال: معناه قد أتى على الإنسان معناه الخبر، قال: والجحد أن تقول: وهل يقدر أحد على مثل هذا، قال: ومن الخبر قولك للرجل: هل وعظتك هل أعطيتك، تقرره بأنك قد وعظته وأعطيته، قال الفراء: وقال الكسائي هل تأتي استفهاما، وهو بابها، وتأتي جحدا مثل قوله:
ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم معناه ألا ما أخو عيش، قال: وتأتي شرطا، وتأتي بمعنى قد، وتأتي توبيخا، وتأتي أمرا، وتأتي تنبيها، قال: فإذا زدت فيها ألفا كانت بمعنى التسكين، وهو معنى قوله إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، قال: معنى حي أسرع بذكره، ومعنى هلا أي اسكن عند ذكره حتى تنقضي فضائله، وأنشد:
وأي حصان لا يقال لها هلا أي اسكني للزوج، قال: فإن شددت لامها صارت بمعنى اللوم والحض، اللوم على ما مضى من الزمان، والحض على ما يأتي من الزمان، قال:
ومن الأمر قوله: فهل أنتم منتهون.
وهلا: زجر للخيل، وهال مثله أي اقربي. وقولهم: هلا استعجال وحث.
وفي حديث جابر: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك، هلا، بالتشديد:
حرف معناه الحث والتحضيض، يقال: حي هلا الثريد، ومعناه هلم إلى الثريد، فتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبنيت حي وهل اسما واحدا مثل خمسة عشر وسمي به الفعل، ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وإذا وقفت عليه قلت حيهلا، والألف لبيان الحركة كالهاء في قوله كتابيه وحسابيه لأن الألف من مخرج الهاء، وفي الحديث: إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر، بفتح اللام مثل خمسة عشر، أي فأقبل به وأسرع، وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة، فحي بمعنى أقبل وهلا بمعنى أسرع، وقيل: معناه عليك بعمر أي أنه من هذه الصفة، ويجوز فحيهلا، بالتنوين، يجعل نكرة، وأما حيهلا بلا تنوين فإنما يجوز في الوقف فأما في الإدراج فهي لغة رديئة، قال ابن بري: قد عرفت العرب حيهل، وأنشد فيه ثعلب:
وقد غدوت، قبل رفع الحيهل، أسوق نابين ونابا ملإبل وقال: الحيهل الأذان. والنابان: عجوزان، وقد عرف بالإضافة أيضا في قول الآخر:
وهيج الحي من دار، فظل لهم يوم كثير تناديه، وحيهله قال: وأنشد الجوهري عجزه في آخر الفصل:
هيهاؤه وحيهله وقال أبو حنيفة: الحيهل نبت من دق الحمض، واحدته حيهلة، سميت بذلك لسرعة نباتها كما يقال في السرعة والحث حيهل، وأنشد لحميد بن ثور:
(٧٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 702 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 ... » »»
الفهرست