لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٣١٧
غلط من القتيبي ولم يميز بين زال يزول وزال يزيل كما فعل الفراء، وكان القتيبي ذا بيان عذب وقد نحس حظه من النحو ومعرفة مقاييسه. الجوهري: يقال زل ضأنك من معزاك، وزلته منه فلم ينزل، ومزته فلم ينمز.
وتزيل القوم تزيلا وتزييلا: تفرقوا، الأخيرة حجازية رواها اللحياني، قال: وربيعة تقول تزايل القوم تزايلا، وأنشد للمتلمس:
أحارث إنا لو تساط دماؤنا، تزيلن حتى ما يمس دم دما قال: وينشد تزيلن. والتزايل: التباين، قال أبو ذؤيب:
إلى ظعن كالدوم فيها تزايل، وهزة أحمال لهن وشيج وزايله مزايلة وزيالا: بارحه. والمزايلة: المفارقة، ومنه يقال: زايله مزايلة وزيالا إذا فارقه. والمتزايلة من النساء: التي تزايلك بوجهها تستره عنك، وهو من ذلك. وانزال عنه:
زايله وفارقه، أنشد ابن الأعرابي:
وانزال عن ذائدها ونصره أي زايل الذائد وأنصاره.
والزيل، بالتحريك: تباعد ما بين الفخذين كالفحج. ورجل أزيل الفخذين: منفرجهما متباعدهما، وهو من ذلك لأن المتباعد مفارق. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أنه ذكر المهدي وأنه يكون من ولد الحسين أجلى الجبين أقنى الأنف أزيل الفخذين أفلج الثنايا بفخذه الأيمن شامة، أراد أنه متزايل الفخذين وهو الزيل والتزيل، والفعل منه زيل يزيل. وأزيل الفخذين أي منفرجهما.
التهذيب: يقال ما زال يفعل كذا وكذا ولا يزال يفعل كذا وكذا كقولك ما انفك وما برح وما زلت أفعل ذاك، وفي المضارع لا يزال، قال:
وقلما يتكلم به إلا بحرف النفي، قال ابن كيسان: ليس يراد بما زال ولا يزال الفعل من زال يزول إذا انصرف من حال إلى حال وزال من مكانه، ولكنه يراد بهما ملازمة الشئ والحال الدائمة. وفي الحديث:
خالطوا الناس وزايلوهم أي فارقوهم في الأفعال التي لا ترضي الله ورسوله. وما زلت أفعله أي ما برحت، وما زلت به، حتى فعل ذلك، زيالا. وما زلت وزيدا حتى فعل أي بزيد، حكاه سيبويه، وحكى بعضهم زلت أفعل بمعنى ما زلت. وقال اللحياني: زلت الشئ فلم ينزل، لا يتكلم به إلا على هاتين الصيغتين، يعني أنهم لا يقولون زيلته فلم يتزيل، كما أنهم لا يقولون أيضا ميزته فلم يتميز، إنما يقولون مزته فلم ينمز. الجوهري: زلت الشئ أزيله زيلا أي مزته وفرقته. ويقال: أزال الله زواله إذا دعي عليه بالهلاك، معناه أي أذهب الله حركته وتصرفه كما يقال أسكت الله نامته. وزال زواله أي ذهبت حركته، ويقال: زيل زويله، قال ذو الرمة يصف بيضة النعامة:
وبيضاء لا تنحاش منا وأمها، إذا ما رأتنا زيل منا زويلها أي زيل قلبها من الفزع. قال ابن بري: ويحتمل أن يكون زيل في البيت مبنيا للمفعول من زاله الله. والزويل بمعنى الزوال، قال:
ويحتمل أن يكون زيل لغة في زال كما يقال في كاد كيد، قال الهذلي:
(٣١٧)
مفاتيح البحث: الفزع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست