لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١٦٠
* حقل: الحقل: قراح طيب، وقيل: قراح طيب يزرع فيه، وحكى بعضهم فيه الحقلة. أبو عمرو: الحقل الموضع الجادس وهو الموضع البكر الذي لم يزرع فيه قط. وقال أبو عبيد: الحقل القراح من الأرض. ومن أمثالهم: لا ينبت البقلة إلا الحقلة، وليست الحقلة بمعروفة.
قال ابن سيده: وأراهم أنثوا الحقلة في هذا المثل لتأنيث البقلة أو عنوا بها الطائفة منه، وهو يضرب مثلا للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس. والحقل: الزرع إذا استجمع خروج نباته، وقيل: هو إذا ظهر ورقه واخضر، وقيل: هو إذا كثر ورقه، وقيل: هو الزرع ما دام أخضر، وقد أحقل الزرع، وقيل: الحقل الزرع إذا تشعب ورقه من قبل أن تغلظ سوقه، ويقال منها كلها: أحقل الزرع وأحقلت الأرض، قال ابن بري: شاهده قول الأخطل:
يخطر بالمنجل وسط الحقل، يوم الحصاد، خطران الفحل وفي الحديث: ما تصنعون بمحاقلكم أي مزارعكم، واحدتها محقلة من الحقل الزرع، كالمبقلة من البقل. قال ابن الأثير: ومنه الحديث كانت فينا امرأة تحقل على أربعاء لها سلقا، وقال: هكذا رواه بعض المتأخرين وصوبه أي تزرع، قال: والرواية تزرع وتحقل، وقال شمر: قال خالد بن جنبة الحقل المزرعة التي يزرع فيها البر، وأنشد:
لمنداح من الدهنا خصيب، لتنفاح الجنوب به نسيم أحب إلي من قريان حسمى، ومن حقلين بينهما تخوم وقال شمر: الحقل الروضة، وقالوا: موضع الزرع. والحاقل: الأكار.
والمحاقل: المزارع.
والمحاقلة: بيع الزرع قبل بدو صلاحه، وقيل: بيع الزرع في سنبله بالحنطة، وقيل: المزارعة على نصيب معلوم بالثلث والربع أو أقل من ذلك أو أكثر وهو مثل المخابرة، وقيل: المحاقلة اكتراء الأرض بالحنطة وهو الذي يسميه الزراعون المجاربة، ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن المحاقلة وهو بيع الزرع في سنبله بالبر مأخوذ من الحقل القراح.
وروي عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما المحاقلة؟ قال: المحاقلة بيع الزرع بالقمح، قال الأزهري: فإن كان مأخوذا من إحقال الزرع إذا تشعب فهو بيع الزرع قبل صلاحه، وهو غرر، وإن كان مأخوذا من الحقل وهو القراح وباع زرعا في سنبله نابتا في قراح بالبر، فهو بيع بر مجهول ببر معلوم، ويدخله الربا لأنه لا يؤمن التفاضل، ويدخله الغرر لأنه مغيب في أكمامه. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحقل بالحقل أن يبيع زرعا في قراح بزرع في قراح، قال ابن الأثير: وإنما نهى عن المحاقلة لأنهما من المكيل ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلا بمثل، ويدا بيد، وهذا مجهول لا يدري أيهما أكثر، وفيه النسيئة. والمحاقلة، مفاعلة من الحقل: وهو الزرع الذي يزرع إذا تشعب قبل أن تغلظ سوقه، وقيل: هو من الحقل وهي الأرض التي تزرع، وتسميه أهل العراق القراح.
والحقلة والحقلة، الكسر عن اللحياني: ما يبقى من الماء الصافي في الحوض ولا ترى أرضه من ورائه. والحقلة: من أدواء الإبل، قال ابن سيده:
ولا أدري أي داء هو، وقد حقلت تحقل حقلة
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست