الفرار، ومثله: استجعلته حملته على العجلة، قال: فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا يقول: تقدمونا فحملونا على العجلة، واستزلهم الشيطان:
حملهم على الزلة. وقوله تعالى: يحسبهم الجاهل أغنياء، يعني الجاهل بحالهم ولم يرد الجاهل الذي هو ضد العاقل، إنما أراد الجهل الذي هو ضد الخبرة، يقال: هو يجهل ذلك أي لا يعرفه. وقوله عز وجل: إني أعظك أن تكون من الجاهلين، من قولك جهل فلان رأيه. وفي الحديث:
إن من العلم جهلا، قيل: وهو أن يتعلم ما لا يحتاج إليه كالنجوم وعلوم الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه في دينه من علم القرآن والسنة، وقيل: هو أن يتكلف العالم إلى علم ما لا يعلمه فيجهله ذلك.
والجاهلية: زمن الفترة ولا إسلام، وقالوا الجاهلية الجهلاء، فبالغوا. والمجهل: المفازة لا أعلام فيها، يقال: ركبتها على مجهولها، قال سويد بن أبي كاهل:
فركبناها على مجهولها، بصلاب الأرض فيهن شجع وقولهم: كان ذلك في الجاهلية الجهلاء، هو توكيد للأول، يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وتد واتد وهمج هامج وليلة ليلاء ويوم أيوم. وفي الحديث: إنك امرؤ فيك جاهلية، هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك.
وأرض مجهل: لا يهتدى فيها، وأرضان مجهل، أنشد سيبويه:
فلم يبق إلا كل صفواء صفوة، بصحراء تيه، بين أرضين مجهل وأرضون مجهل كذلك، وربما ثنوا وجمعوا. وأرض مجهولة: لا أعلام بها ولا جبال، وإذا كان بها معارف أعلام فليست بمجهولة. يقال:
علونا أرضا مجهولة ومجهلا سواء، وأنشدنا:
قلت لصحراء خلاء مجهل:
تغولي ما شئت أن تغولي قال: ويقال مجهولة ومجهولات ومجاهيل. وناقة مجهولة: لم تحلب قط.
وناقة مجهولة إذا كانت غفلة لا سمة عليها، وكل ما استخفك فقد استجهلك، قال النابغة:
دعاك الهوى واستجهلتك المنازل، وكيف تصابي المرء، والشيب شامل؟
واستجهلت الريح الغصن: حركته فاضطرب.
والمجهل والمجهلة والجيهل والجيهلة: الخشبة التي يحرك بها الجمر والتنور في بعض اللغات. وصفاة جيهل: عظيمة، قال ابن الأعرابي: جيهل اسم امرأة، وأنشد:
تقول ذات الربلات، جيهل * جهبل: الجهبلة: المرأة القبيحة الدميمة. والجهبل: المسن من الوعول، وقيل: العظيم منها، قال:
يحطم قرني جبلي جهبل * جول: جال في الحرب جولة، وجال في التطواف يجول جولا وجولانا وجؤولا، قال أبو حية