لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٣٣٥
وتقارشت الرماح: تداخلت في الحرب. والقرش: الطعن. وتقارش القوم: تطاعنوا.
والقرش: دابة تكون في البحر الملح، عن كراع. وقريش: دابة في البحر لا تدع دابة إلا أكلتها فجميع الدواب تخافها. وقريش: قبيلة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أبوهم النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، فكل من كان من ولد النضر، فهو قرشي دون ولد كنانة ومن فوقه، قيل. سموا بقريش مشتق من الدابة التي ذكرناها التي تخافها جميع الدواب. وفي حديث ابن عباس في ذكر قريش قال: هي دابة تسكن البحر تأكل دوابه، قال الشاعر:
وقريش هي التي تسكن البح‍ - ر، بها سميت قريش قريشا وقيل: سميت بذلك لتقرشها أي تجمعها إلى مكة من حواليها بعد تفرقها في البلاد حين غلب عليها قصي بن كلاب، وبه سمي قصي مجمعا، وقيل: سميت بقريش بن مخلد بن غالب بن فهر كان صاحب عيرهم فكانوا يقولون: قدمت عير قريش وخرجت عير قريش، وقيل: سميت بذلك لتجرها وتكسبها وضربها في البلاد تبتغي الرزق، وقنيل: سميت بذلك لأنهم كانوا أهل تجارة ولم يكونوا أصحاب ضرع وزرع من قولهم: فلان يتقرش المال أي يجمعه، قال سيبويه: ومما غلب على الحي قريش، قال: وإن جعلت قريشا اسم قبيلة فعربي، قال عدي بن الرقاع يمدح الوليد بن عبد الملك:
غلب المساميح الوليد سماحة، وكفى قريش المعضلات وسادها وإذا نشرت له الثناء، وجدته ورث المكارم طرفها وتلادها المساميح: جمع مسماح، وهو الكثير السماحة. والمعضلات:
الأمور الشداد، يقول: إذا نزل بهم معضلة وأمر فيه شدة قام بدفع ما يكرهون عنهم، ويروى: جمع المكارم. وقوله: طرفها أراد طرفها، بضم الراء. فأسكن الراء تخفيفا وإقامة للوزن، وهو جمع طريف، وهو ما استحدثه من المال، والتلاد ما ورثه وهو المال القديم فاستعاره للكرم، قال ابن بري: ومن المستحسن له في هذه القصيدة ولم يسبق إليه في صفة ولد الظبية:
تزجي أغن، كأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها قال ابن سيده: وقوله:
وجاءت من أباطحها قريش، كسيل أتي بيشة حين سالا قال: عندي أنه أراد قريش غير مصروف لأنه عنى القبيلة، الا تراه قال جاءت فأنث؟ قال: وقد يجوز أن يكون أراد: وجاءت من أباطحها جماعة قريش فأسند الفعل إلى الجماعة، فقريش على هذا مذكر اسم للحي، قال الجوهري: إن أردت بقريش الحي صرفته، وإن أردت به القبيلة لم تصرفه، والنسب إليه قرشي نادر، وقريشي على القياس، قال:
ولست بشاوي عليه دمامة، إذا ما غدا يغدو بقوس وأسهم ولكنما أغدو علي مفاضة، دلاص كأعيان الجراد المنظم
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة