لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٢٥٥
لهما الشيطان، يريد إليهما ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل. ويقال لهمس الصائد والكلاب وأصوات الحلي: وسواس، وقال الأعشى:
تسمع للحلي وسواسا، إذا انصرفت، كما استعان بريح عشرق زجل والهمس: الصوت الخفي يهز قصبا أو سبا، وبه سمي صوت الحلي وسواسا، قال ذو الرمة:
فبات يشئزه ثأد، ويسهره تذوب الريح، والوسواس والهضب يعني بالوسواس همس الصياد وكلامه. قال أبو تراب: سمعت خليفة يقول الوسوسة الكلام الخفي في اختلاط. وفي الحديث: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة، هي حديث النفس والأفكار. ورجل موسوس إذا غلبت عليه الوسوسة. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: لما قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسوس ناس وكنت فيمن وسوس، يريد أنه اختلط كلامه ودهش بموته، صلى الله عليه وسلم. والوسواس: الشيطان، وقد وسوس في صدره ووسوس إليه. وقوله عز وجل: من شر الوسواس الخناس، أراد ذي الوسواس وهو الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس، وقيل في التفسير: إن له رأسا كرأس الحية يجثم على القلب، فإذا ذكر العبد الله خنس، وإذا ترك ذكر الله رجع إلى القلب يوسوس. وقال الفراء:
الوسواس، بالكسر، المصدر. وكل ما حدث لك أو وسوس، فهو اسم. وفلان الموسوس، بالكسر: الذي تعتريه الوساوس. ابن الأعرابي: رجل موسوس ولا يقال رجل موسوس. قال أبو منصور: وإنما قيل موسوس لتحديثه نفسه بالوسوسة، قال الله تعالى: ونعلم ما توسوس به نفسه، وقال رؤبة يصف الصياد:
وسوس يدعو مخلصا رب القلق يقول: لما أحس بالصيد وأراد رميه وسوس نفسه بالدعاء حذر الخيبة.
وقد وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا، بالكسر، ووسوس الرجل:
كلمه كلاما خفيا. ووسوس إذا تكلم بكلام لم يبينه.
* وطس: وطس الشئ وطسا: كسره ودقه.
والوطيس: المعركة لأن الخيل تطسها بحوافرها. والوطيس: التنور.
والوطيس: حفيرة تحتفر ويختبز فيها ويشوى، وقيل: الوطيس شئ يتخذ مثل التنور يختبز فيه، وقيل: هي تنور من حديد، وبه شبه حر الحرب. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، في حنين: الآن حمي الوطيس، وهي كلمة لم تسمع إلا منه، وهو من فصيح الكلام عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق. الأصمعي: الوطيس حجارة مدورة فإذا حميت لم يمكن أحدا الوطء عليها، يضرب مثلا للأمر إذا اشتد: قد حمي الوطيس. ويقال: طس الشئ أي أحم الحجارة وضعها عليه وقال أبو سعيد:
الوطيس الضراب في الحرب، قال: ومنه قول علي، رضوان الله عليه:
الآن حين حمي الوطيس أي حمي الضراب وجدت الحرب واشتدت، قال:
وقول الناس الوطيس التنور باطل. وقال ابن الأعرابي في قولهم حمي الوطيس: هو الوطء الذي يطس الناس أي يدقهم ويقتلهم، وأصل الوطس الوطء من الخيل والإبل. ويروى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رفعت له (* هكذا في الأصل، ولعله أراد: رفعت له ساحة الحرب، أو رفعت له المعركة أي أبصرها عن بعد.) يوم مؤتة فرأى معترك القوم
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة