لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ١٥
لأنهم كانوا يميلون فيه إلى الملاذ، قال الشاعر:
أؤمل أن أعيش، وأن يومي بأول أو بأهون أو جبار أو التالي دبار، فإن يفتني، فمؤنس أو عروبة أو شيار وقال مطرز: أخبرني الكريمي إملاء عن رجاله عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال لي علي، عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى خلق الفردوس يوم الخميس وسماها مؤنس.
وكلب أنوس: وهو ضد العقور، والجمع أنس. ومكان مأنوس إنما هو على النسب لأنهم لم يقولوا آنست المكان ولا أنسته، فلما لم نجد له فعلا وكان النسب يسوغ في هذا حملناه عليه، قال جرير:
حي الهدملة من ذات المواعيس، فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس وجارية أنسة: طيبة الحديث، قال النابغة الجعدي:
بآنسة غير أنس القراف، تخلط باللين منها شماسا وكذلك أنوس، والجمع أنس، قال الشاعر يصف بيض النعام:
أنس إذا ما جئتها ببيوتها، شمس إذا داعي السباب دعاها جعلت لهن ملاحف قصبية، يعجلنها بالعط قبل بلاها والملاحف القصبية يعني بها ما على الأفرخ من غرقئ البيض.
الليث: جارية آنسة إذا كانت طيبة النفس تحب قربك وحديثك، وجمعها آنسات وأوانس. وما بها أنيس أي أحد، والأنس الجمع.
وآنس الشئ: أحسه. وآنس الشخص واستأنسه: رآه وأبصره ونظر إليه، أنشد ابن الأعرابي:
بعيني لم تستأنسا يوم غبرة، ولم تردا جو العراق فثردما ابن الأعرابي: أنست بفلان أي فرحت به، وآنست فزعا وأنسته إذا أحسسته ووجدته في نفسك. وفي التنزيل العزيز: آنس من جانب الطور نارا، يعني موسى أبصر نارا، وهو الإيناس. وآنس الشئ: علمه. يقال: آنست منه رشدا أي علمته. وآنست الصوت: سمعته.
وفي حديث هاجر وإسماعيل: فلما جاء إسماعيل، عليه السلام، كأنه آنس شيئا أي أبصر ورأى لم يعهده. يقال: آنست منه كذا أي علمت.
واستأنست: استعلمت، ومنه حديث نجدة الحروري وابن عباس: حتى تؤنس منه الرشد أي تعلم منه كمال العقل وسداد الفعل وحسن التصرف. وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا، قال الزجاج: معنى تستأنسوا في اللغة تستأذنوا، ولذلك جاء في التفسير تستأنسوا فتعلموا أيريد أهلها أن تدخلوا أم لا؟ قال الفراء: هذا مقدم ومؤخر إنما هو حتى تسلموا وتستأنسوا: السلام عليكم أأدخل؟ قال: والاستئناس في كلام العرب النظر. يقال: اذهب فاستأنس هل ترى أحدا؟ فيكون معناه انظر من ترى في الدار، وقال النابغة:
بذي الجليل على مستأنس وحد
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة