حمل ذلك على ما يجري على ألسنة الناس فوجدوا بخ مثقلا في مستعمل الكلام، ووجدوا مع مخففا، وجرس الخاء أمتن من جرس العين فكرهوا تثقيل العين، فافهم ذلك. الأصمعي: درهم بخي خفيفة لأنه منسوب إلى بخ، وبخ خفيفة الخاء، وهو كقولهم ثوب يدي للواسع ويقال للضيق، وهو من الأضداد، قال: والعامة تقول:
بخي، بتشديد الخاء، وليس بصواب.
وبخبخ الرجل: قال بخ بخ. وفي الحديث: أنه لما قرأ: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة، قال: بخ بخ وقال الحجاج لأعشى همدان في قوله:
بين الأشج وبين قيس باذخ، بخبخ لوالده وللمولود والله لا بخبخت بعدها.
ابن الأعرابي: إبل مخبخبة عظيمة الأجواف، وهي المبخبخة مقلوب مأخوذ من بخ بخ. والعرب تقول للشئ تمدحه: بخ بخ وبخ بخ قال: فكأنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا: ما أحسنها قال: والبخ السري من الرجال.
قال ابن الأنباري: معنى بخ بخ تعظيم الأمر وتفخيمه، وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل. قال ابن السكيت: بخ بخ وبه به بمعنى واحد، قال ابن سيده: وإبل مبخبخة يقال لها بخ بخ إعجابا بها وقد عللنا قوله:
حتى تجئ الخطبة بإبل مخبخبه وذكرنا أنه أراد مبخبخة فقلب.
وبخبخة البعير وبخباخه: هدير يملأ فمه بشقشقته، وهو جمل بخباخ الهدير، قال:
بخ وبخباخ الهدير الزغد يقال: بخبخ البعير إذا هدر، قال: وبخبخة البعير هدير يملأ الفم شقشقته، وقيل: بخباخ الجمل أول هديره.
وتبخبخ لحمه: صوت من الهزال وربما شددت كالاسم، وقد جمعهما الشاعر فقال يصف بيتا:
روافده أكرم الرافدات، بخ لك بخ لبحر خضم وتبخبخ لحمه: هو الذي تسمع له صوتا من هزال بعد سمن. الأصمعي:
رجل وخواخ وبخباخ إذا استرخى بطنه واتسع جلده. وتبخبخ الحر: كتخبخب. وباخ: سكن بعض فورته. وبخبخوا عنكم من الظهيرة:
أبردوا كخبخبوا، وهو مقلوب منه. وتبخبخت الغنم: سكنت أينما كانت.
وبخ بخ وبخ بخ، بالتنوين، وبخ بخ: كقولك غاق غاق ونحوه: كل ذلك كلمة تقال عند تعظيم الإنسان، وعند التعجب من الشئ، وعند المدح والرضا بالشئ، وتكرر للمبالغة فيقال بخ بخ. فإن فصلت خففت ونونت فقلت بخ. التهذيب: وبخ كلمة تقال عند الإعجاب بالشئ، تخفف وتثقل، وقال: بخ بخ لهذا كرما فوق الكرم.
أبو الهيثم: بخ بخ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشئ، وكذلك بدخ وجخ بمعنى بخ، قال العجاج:
إذا الأعادي حسبونا بخبخوا أي قالوا: بخ بخ وبخ بخ.
قال أبو حاتم: لو نسب إلى بخ على الأصل قيل: بخوي كما إذا نسب إلى دم قيل: دموي.