إذ هو الطارئ، والطارئ إذا لم يبطل حكم المطرود عليه لمانع فلا أقل من أن لا يبطل حكمه بالمطرو عليه، وأما المنسوب إلى المصغر فليس المصغر فيه عمدة، إذ ليس موصوفا، بل هو من ذنابات المنسوب، إذ معني قصوى منسوب إلى قصي فجاز إهدار علامته إجابة لداعي الاستثقال، وأما النسبة فطارئة فلا تهدر علامتها فعلى هذه القاعدة ينسب إلى جهينة جهني بحذف الياء، ثم إذا صغرت جهنيا زدت الياء فقلت جهيني قال: " ويزاد في المؤنث الثلاثي بغير تاء كعيينة وأذينة، وعريب وعريس شاذ، بخلاف الرباعي كعقيرب، وقديديمة ووريئة شاذ، وتحذف ألف التأنيث المقصورة غير الرابعة كجحيجب وحويلى في جحجبي وحولايا وتثبت الممدودة مطلقا ثبوت الثاني في بعلبك " أقول: اعلم أن التصغير يورد في الجامد معنى الصفة، ألا ترى أن معنى رجيل رجل صغير، فالاسم المصغر بمنزلة الموصوف مع صفته، فكما أنك تقول: قد صغيرة بالحاق التاء في آخر الوصف، قلت: قديمة، بالحاق التاء في آخر هذا الاسم الذي هو كآخر الوصف، والدليل على عروض معنى الوصف فيه أنك لا تقول رجلون لعدم معنى الوصف وتقول في تصغير رجال: رجيلون، وإن ما لم يرفع المصغر (1) لا ضميرا ولا ظاهرا مع تضمنه معنى الوصف كما ترفع سائر الأوصاف من اسمي الفاعل والمفعول والصفة المشبهة والمنسوب لأنها إنما ترفع من الضمير والظاهر أصحابها المخصوصة التي لا تدل ألفاظ الوصف عليها إذ الصفات لم توضع لموصوفات معينة، بل صالحة لكل موصوف، فان حسنا في قولك " رجل حسن " لا يدل على رجل فرفع ضميره، وكذا لا يدل على وجهه في قولك " رجل حسن وجهه " فرفعه، والموصوف
(٢٣٧)