شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ١ - الصفحة ٢٧٤
قياس إنسان أنيسين كسريحين في سرحان، فزادوا الياء في التصغير شاذا فصار كعقيربان كما ذكرنا في أول الباب، ومن قال إن إنسانا إفعان من نسى - كما يجئ في باب ذي الزيادة - فأنيسيان قياس عنده (1)
(1) قال في اللسان: " الانسان أصله إنسيان (بكسر الهمزة)، لان العرب قاطبة قالوا في تصغيره: أنيسيان، فدلت الياء الأخيرة على الياء في تكبيره، إلا أنهم حذفوها لما كثر الناس في كلامهم، وفي حديث ابن صياد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: انطلقوا بنا إلى أنيسيان قد رابنا شأنه، وهو تصغير إنسان جاء شاذا على غير قياس، وقياسه أنيسان. قال: وإذا قالوا: أناسين فهو جمع بين مثل بستان وبساتين، وإذا قالوا أناسي كثيرا فخففوا الياء أسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه، مثل قراقير، وقراقر، ويبين جواز أناسي بالتخفيف قول العرب أناسية كثيرة، والواحد إنسي، وأناسي إن شئت، وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إنما سمى الانسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسى، قال أبو منصور: إذا كان الانسان في الأصل إنسيانا فهو إفعلان من النسيان، وقول ابن عباسحجة قوية له، وهو مثل ليل إضحيان من ضحى يضحى (كرضى يرضى) وقد حذفت الياء فقيل إنسان... قال الأزهري: وإنسان في الأصل إنسيان وهو فعليان من الانس والألف فيه فاء الفعل وعلى مثاله حرصيان: وهو الجلد الذي يلي الجلد الأعلى من الحيوان، سمى حرصيانا لأنه يحرص: أي يقشر، ومنه أخذت الحارصة من الشجاج، يقال: رجل حذريان إذا كان حذرا. قال الجوهري:
وتقدير إنسان فعلان، وإنما زيد في تصغيره ياء كما زيد في تصغير رجل فقيل رويجل.
وقال قوم. أصله إنسيان على إفعلان فحذفت الياء استخفافا لكثرة ما يجرى على ألسنتهم، فإذا صغروه ردوها لان التصغير لا يكثر " اه. قال ابن سيده في المخصص (ج 1 ص 16): " إنسان عندي مشتق من أنس، وذلك أن أنس الأرض وتجملها وبهاءها إنما هو بهذا النوع الشريف اللطيف المعتمر لها والمعنى بها، فوزنه على هذا فعلان (بكسر فسكون). وقد ذهب بعضهم إلى أنه إفعلان من نسى، لقوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى) ولو كان كذلك لكان إنسيانا ولم تحذف الياء منه لأنه ليس هناك ما يسقطها، فأما قولهم: أناسي فجمع إنسان، شابهت النون الألف لما فيها من الخفاء، فخرج جمع إنسان على شكل جمع حرباء، وأصلها أناسين وليس أناسي جمع إنسي كما ذهب إليه بعضهم لدلالة ما ورد عنهم من قول رويشد.
أنشده أبو الفتح عثمان بن جنى: - أهلا بأهل وبيتا مثل بيتكم * بالأناسين أبدال الأناسين قال: ياء أناسي الثانية بدل من هذه النون، ولا تكون نون أناسين هذه بدلا من ياء أناسي كما كانت نون أثانين بدلا من ياء أثاني جمع أثناء التي هي جمع الأثن بمعنى الاثنين لان معنى الأثانين ولفظها من باب ثنيت والياء هنا لام البتة فهي ثم ثابتة وليس أناسين مما لامه حرف علة، وإنما الواحد إنسان فهو إذن كضبعان وضباعين وسرحان وسراحين " اه