شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
وكذا يجتمع في أحوى (1) ثلاث يا آت بسبب قلب العين ياء، فبعد حذف
(1) الأحوى: وصف من الحوة بضم الحاء وتشديد الواو - وهي سواد إلى الخضرة أو حمرة تضرب إلى السواد. قال الجوهري: " تصغير أحوى أحيو في لغة من قال أسيود. واختلفوا في لغة من أدغم. قال عيسى بن عمر: أحيى فصرف. قال سيبويه قد أخطأ هو، ولو جاز هذا لصرف أصم لأنه أخف من أحوى ولقالوا أصيم فصرفوا. وقال أبو عمرو بن العلاء أحي كما قالوا أحيو:
قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عطاء عطى. وقال يونس أحي قال سيبويه: هذا هو القياس والصواب " اه كلام الجوهري. واليك ما ذكر سيبويه في هذا الموضوع بحرفه (ح 2 ص 132) قال: " واعلم أنه إذا كان بعد ياء التصغير ياء ان حذفت التي هي آخر الحروف ويصير الحرف على مثال فعيل، ويجري على وجوه العربية (يريد أنه يعرب بالحركات الظاهرة) وذلك قولك في عطاء عطى وقضاء قضى وسقاية سقية وإداوة أدية وفي شاوية شوية وفي غاو غوى إلا أن تقول شويوية وغوبو في قول من قال أسيود وذلك لأن هذه اللام إذا كانت بعد كسرة اعتلت واستثقلت إذا كانت بعد كسرة في غير المعتل فلماذا كانت كسرة في ياء قبل تلك الياء ياء التحقير ازدادوا لها استثقالا فحذفوا وكذلك أحوى، إلا في قول من قال أسيود، ولا تصرفه لان الزيادة ثابتة في أوله، ولا يلتفت إلى قلته كما لا يلتفت إلى قلة يضع، وأما عيسى فكان يقول: أحي ويصرف وهذا خطأ، لو جاز ذا لصرفت أصم لأنه أخف من أحمر وصرفت أرأس إذا سميت به ولم تهمز فقلت أرس. وأما أبو عمرو فكان يقول: أحي (أي بالادغام وحذف الثالثة معتدا بها فيعربه كقاض) ولو جاز ذا لقلت في عطاء عطى (كقاض) لأنها ياء كهذه الياء وهي بعد يا ء مكسورة، ولقلت في سقاية سقيبة وشا وشوى. وأما يونس فقوله: هذا أحي (بمنع الصرف) كما ترى وهو القياس والصواب " اه. قال السيرافي: " ورأيت أبا العباس المبرد يبطل رد سيبويه بأصم قال: لان أصم لم يذهب منه شئ لان حركة الميم الأولى في أصمم قد ألقيت على الصاد، وليس هذا بشئ، لان سيبويه إنما أراد الخفة مع ثبوت الزائد، والمانع من الصرف لا يوجب صرف، وأصم أخف من أصمم الذي هو الأصل ولم يجب صرفه وكذلك لو سميت رجلا بيضع ويعد لم تصرفه وإن كان قد سقط حرف من وزن الفعل " اه