شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ١ - الصفحة ١٣٧
17 - بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن أن تماتي (1) وحكى أبو عبيدة نكل ينكل، وأنكره الأصمعي، والمشهور (2) نكل ينكل، كقتل يقتل، وحكى نجد ينجد (3): أي عرق، ونجد ينجد كحذر يحذر هو المشهور قال: " وإن كان على فعل ضمت "
(1) لم يتيسر لنا الوقوف على نسبة هذا البيت إلى قائل معين، وقد أنشده الجوهري في الصحاح، وابن جنى في الخصائص (ح 1 ص 386) ولكنه رواه هكذا بنى يا سيدة البنات * عيشي ولا يؤمن أن تماتي وبنيتي في رواية المؤلف تصغير بنت أضيف إلى ياء المتكلم، وهو منادى بحرف نداء محذوف، و " سيدة البنات " جعله بعضهم نعتا للمنادى، وأجاز فيه الرفع والنصب، ويجوز أن يكون بدلا أو عطف بيان أو منادى بحرف نداء محذوف و " عيشي " فعل دعاء، و " تماتي " لغة في تموتين، فقد جاء هذا الفعل من باب نصر، كقال يقول، قال الله تعالى (قل موتوا بغيظكم) ومن باب علم، كخاف يخاف، وقد قرئ في قوله تعالى (يا ليتني مت قبل هذا) وفي قوله تعالى (ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) بضم الميم على أنه من اللغة الأولى، وبكسرها على أنه من اللغة الثانية، قال الصاغاني في العباب: " قد ماتيموت، ويمات أيضا، وأكثر من يتكلم بها طي، وقد تكلم بها سائر العرب " اه وحكى يونس في هذه الكلمة لغة أخرى كباع يبيع (2) في اللسان والقاموس أن هذا الفعل قد جاء كضرب، ونصر، وعلم، فالتركيب من ماضي الثالثة ومضارع الثانية، ولم يذكر التركيب الذي حكاه أبو عبيدة واحد منهما.
(3) النجد - بفتحتين -: العرق من علم أو كرب أو غيرهما، قال النابغة الذبياني:
يظل من خوفه الملاح معتصما * بالخيزرانة بعد الأين والنجد والفعل نجد ينجد - كعلم يعلم - ومقتضى التركيب أن يكون فيه لغة أصلية ثانية من باب نصر أو كرم بهذا المعنى، لكن الذي في اللسان والقاموس وكتاب الافعال لابن القوطية أنه قد أتى هذا الفعل بهذا المعنى من باب علم، كما تقدم، ومن باب عنى مبنيا للمجهول، ونص في اللسان على أن المضارع قد جاء كينصر، كما ذكر المؤلف ولم يذكر ما يصح أن يكون ماضيا له، وعلى هذا يكون هذا الفعل شاذا، ليس من باب التداخل. نعم قد جاء هذا الفعل من باب كرم بمعنى صار ذا نجدة، وجاء متعديا من باب نصر بمعنى أنجده وأعانه، ولكن واحدا من هذين البابين لا يتحقق به التداخل ما دام من شرطه اتحاد المعنى في البابين اللذين تتركب منهما اللغة الثالثة