وقوله: يصادي، أي يدارى. والمصاداة والمدالاة والمداجاة والمراداة والمداملة، كل هذا في معنى المداراة. * * * 14 - وقال أبو محمد في حديث ابن عباس، أن أبا بشامة قال، قلت له:
اني قلت حية وأنا محرم، فقال: هل بهشت إليك. قال، قلت: لا. قال: لا بأس بقتل الأفعو، ولا برمي الحدوه. قال: فما نسيت خلاف كلامه لكلامنا.
يرويه روح بن عبادة عن عمران بن حدير عن منقر أبي بشامة.
قوله: هل بهشت إليك. يريد: هل أقبلت إليك تريدك يقال: قد بهش فلان إلى كذا، إذا خف إليه يريده. قال الشاعر: " من الطويل " سبقت الرجال الباهشين إلى العلى ومنه الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرسل أبا لبابة إلى اليهود، فبهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه.
وأما قوله: الأفعو، فان الواو قد يبدلها بعض العرب من الألف آخرا، فيقولون: أفعو، وحبلو. ذكر ذلك سيبويه وغيره. * * * 15 - وقال أبو محمد في حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إن الله جل وعز، أوحى إلى البحر أن موسى يضربك فأطعمه، فبات وله أفكل.
يرويه ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس.
الأفكل: الرعدة. قال النمر: " من الطويل " أرى أمنا أضحت علينا كأنما * تجللها من نافض الورد أفكل يريد: انها غضبت حين رأته يؤثر بألبان ابله، فأرعدت كأن بها حمى.