طلبه عنينا لأن الماء إذا بقي في ظهره كان أسمن له وطلبه أعور لقلة تلفته والأرض الكلدة الغليظة وإذا كانت الضباب في الحجارة وبالبعد من الماء كان أسمن لها.
حدثني إسحاق بن راهويه ثنا وكيع عن سفيان عن طلحة الأعلم عن الشعبي في رجل أوصى لأرامل بني حنيفة قال تعطى من خرج من كمرة حنيفة قال وأنشدنا غير وكيع من البسيط.
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها * فمن بحاجة هذا الأرمل الذكر * [28 / أ] وأما أصحاب الرأي فيرون الأرامل من النساء دون الرجال هذا هو الذي يعرفه عوام الناس ويقصدون إليه في الوصية وذلك لا يعرفه الا الخواص وانما تقع الفتيا على المشهور المتعالم المعروف وعلى قدر علم الموصي وطبقته في الناس ونيته.
وسئل ابن عباس رحمه الله عن رجل مات وأوصى ببدنة أتجزئ عنه بقرة فقال نعم ثم قال وممن صاحبكم قيل له من بني رباح فقال ومتى اقتنت بنو رباح البقر إلى الإبل وهم صاحبكم أي ذهب وهمه فلم يجعل الفتيا ما يحتمله اللفظ عنده ولكنه قصد بها إلى النية ولو أن رجلا قال ثلثي لموالي لم يكن ذلك الا لمواليه بالعتاقة دون بني عمه وقرابته وهم أيضا مواليه قال الله جل وعز: " واني خفت الموالي من ورائي " يعني العصبة ولو قال للغلمان لم يكن الا للذكور وقد تقول العرب للجارية غلامة قال الشاعر في وصف فرس له من الوافر تهان لها الغلامة والغلام * ولو قال للرجال لم يكن الا رجلة قال الشاعر من المديد كل جار ظل مغتبطا * غير جيران بني جبله