تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٦٠
بدعوى أن تعلق الأمر بذلك التصرف الخاص المتصف بعنوان التخلص، إنما كان حين النهي لا بعده، لأن موضوع التخلص واجب أزلا وأبدا، فيكون منطبقا على الوجه الثالث.
نعم زمن امتثال ذلك الأمر متأخر عن زمان توجهه نحو المكلف، لأنه لا يكون إلا بعد الدخول في المكان المغصوب.
لكنه مدفوع: بأن الحكم قد يلاحظ بالنسبة إلى الفعل، وقد يلاحظ بالنسبة إلى المكلف، والذي ذكره - دام ظله - من أن عنوان التخلص واجب أزلا وأبدا إنما هو بالاعتبار الأول، وأما بالاعتبار الثاني فلا، فإن الحكم لا يتوجه نحو المكلف إلا بعد دخوله في موضوع ذلك الحكم، ومن المعلوم أن موضوع وجوب التخلص ليس ذات المتوسط في المكان المغصوب، بل إنما هو عنوان المتوسط فيه، فلا يتوجه إليه الأمر إلا بعد دخوله في ذلك العنوان، وهو لا يكون إلا بعد التوسط فيه الذي هو متأخر عن زمن النهي، فيكون منطبقا على الوجه الرابع، فتأمل بعين الإنصاف، وجانب التقليد والاعتساف.
نعم لا يختلف حكم المثال المذكور باعتبار دخوله في الوجه الرابع أو الثالث، لأنك قد عرفت امتناع الاجتماع على الوجه الثالث مطلقا، وكذلك على الوجه الرابع إذا كان الفعل من ذوات الأسباب بعد إيجاد سببه الموجب للاضطرار إلى ارتكابه.
ومن المعلوم أن التصرف الخاص في المثال المذكور من ذوات الأسباب بعد ارتكاب سببه الموجب للاضطرار إليه، فيمتنع اجتماع الأمر والنهي فيه على التقديرين.
ثم إنه لا بأس بالتعرض لتحقيق الحال في حكم المثال المذكور فنقول:
قد اختلفوا فيه على أقوال أربعة: القول بأن المتوسط مأمور بالخروج
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377