تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٥٥
ومنها: اجتماعهما في شيء واحد وفي زمان واحد مع تعدد جهتيهما وانحصار مصداق المأمور به في المحرم.
ومنها: الوجه المتقدم بحاله إلا أن زمني الأمر والنهي مختلفان.
ومنها: الوجه الثالث بحاله إلا أنه لم ينحصر فرد المأمور به المحرم، ولم يتحد زمنا الأمر والنهي.
فإذا عرفت ذلك فاعلم أنه لا شبهة في امتناع اجتماع الأمر والنهي على الوجه الأول والثالث مطلقا - سواء كان متعلقهما من ذوات الأسباب مع اتحاد سببها الموجب للاضطرار إلى ارتكابها، أو لا - لاستلزام اجتماعهما في كل منهما التكليف بالمحال، بل التكليف المحال، نظرا إلى امتناع تعلق الكراهة والإرادة بشيء واحد، فلا يمكن للمجوزين للتكليف بالمحال التزام جواز الاجتماع في شيء منهما، فكيف بغيرهم النافين له، وقد عرفت أيضا أن القائلين بالجواز في المسألة المتقدمة لا يقولون به في أمثال ذلك مما لا مندوحة فيه للمكلف في امتثال الأمر.
وأما الوجه الثاني: فالتحقيق فيه التفصيل بين ما كان متعلقهما من ذوات الأسباب - بعد ارتكاب سببها الموجب لاضطرار المكلف إلى فعلها، أو قبله - وبين ما كان من غيرها، فيجوز الاجتماع على الثاني، فإن الطلب المتقدم المرتفع في الزمان اللاحق إن كان هو النهي فقد وقع مخالفته من قبل، ولا يكون الإتيان بالفعل في الزمان الثاني مخالفة وعصيانا له، فلا مانع من تعلق الأمر به في الزمان الثاني، لعدم استلزامه لاجتماع الإرادة والكراهة، لانتفاء الكراهة عنه حينئذ، لأن موضوعها هو العصيان، وقد تحقق من قبل، وليس ذلك الإتيان عصيانا، ولا للتكليف بالمحال أو المحال أيضا، لعدم إرادة ترك الفعل منه حينئذ بالفرض، وإن كان المرتفع هو الأمر فكذلك أيضا، إذ بعد مخالفته الموجبة لرفعه لا يبقى محبوبية بعده للفعل حتى يكون النهي عنه مستلزما لاجتماع الإرادة والكراهة، فلا يلزم التكليف المحال لذلك أيضا ولا التكليف بالمحال، لفرض ارتفاع الطلب السابق.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377