تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٣٥
الأمر على وجه الجزئية حتى يرد عليه أنه مستلزم لاجتماع الضدين بتقريب ما مر، بل يوافق اعتباره على وجه القيدية والشرطية بأن يكون نفس الوجود خارجا عن المأمور به والتقيد به داخلا فيه بأن يكون هو عبارة عن الطبيعة المتلبسة بالوجود، والمكتسية به، كما هو الحال في سائر الشروط، فافهم.
وقد يقال - في وجه اجتماع الضدين على تقدير بقاء الأمر والنهي المتعلقين بالطبيعتين الصادقتين على مورد الاجتماع من غير تخصيص أحدهما بغيره -: إنه لا شبهة في ثبوت التضاد بين الأمر والنهي، فيكون المتصف بأحدهما مضادا للمتصف بالآخر، فتكون الطبيعة المأمور بها مضادة للطبيعة المنهي عنها، ومع ذلك لو فرض كون شيء مصداقا لكلتا الطبيعتين مع عدم تخصيص الأمر والنهي بغيره يلزم اجتماع الضدين في ذلك المصداق، لسراية كل وصف ثبت للطبيعة من حيث هي إلى كل واحد من أفراده، ويكون ذلك الشيء مثل ما فرض كونه مصداقا للأبيض والأسود، فيكون مأمورا به ومنهيا عنه، فيلزم اجتماع الأمر والنهي في نفس ذلك الشيء بالأخرة، وليس هذا إلا اجتماع الضدين هذا.
وفيه: بطلان قياس الوجوب والتحريم بالأوصاف والأعراض القائمة بالطبائع الغير المنفكة عنها في الخارج، ضرورة ثبوت الفرق بينها وبين المقام بما مرت الإشارة إليه، من أن الوجوب - حيث إنه هو البعث والتحريك - إنما يعقل ثبوته لموضوعه ما لم يوجد في الخارج، لأن تحققه في الخارج علة تامة لارتفاعه، هذا بخلاف مثل السواد والبياض وسائر الأوصاف، فإنها تثبت لموضوعاتها بعد تحققها في الخارج أيضا، بل لا تثبت لها إلا فيه، فلا يلزم اجتماع الوجوب والتحريم في مورد الاجتماع حتى يلزم اجتماع الضدين.
وبالجملة: الذي يقع مصداقا للمأمور به إنما يتحد معه لا بعنوان كونه مأمورا المنتزع من الآمر لا معه لما عرفت، هذا بخلاف ما يقع مصداقا للأبيض
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377