تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٤٠
وأما على القول بامتناعه [فلا بد] (1) من تأويل تلك الظواهر إلى ما لا ينافي حكم العقل القطعي، إذ لا يعقل التخصيص في حكم العقل، لا سيما تخصيصه بالظواهر الظنية، ولا بأس بالتعرض لتأويلها على هذا القول، فنقول:
العبادات المتعلقة للنهي التنزيهي على ثلاثة أقسام:
الأول:
أن تكون النسبة بين المأمور به والمنهي عنه هي العموم والخصوص المطلقان مع كون الأخص مطلقا هو المنهي عنه، بأن يكون متعلق النهي بعض أفراد المأمور به مع كون الأفراد الأخرى منه أبدالا له، بمعنى عمد اتفاق انحصار فرد المأمور به في متعلق النهي، بل يتمكن المكلف من امتثاله في ضمن غير ذلك الفرد المنهي عنه، وهذا كالصلاة في الحمام، حيث إنها أخص مطلقا من مطلق الصلاة المأمور بها، ويتمكن المكلف من امتثال الأمر بالصلاة في غير الحمام، فتكون الصلاة في غير الحمام بدلا عنها فيه.
الثاني:
أن تكون النسبة بينهما على النحو المذكور في القسم الأول إلا أنه لا بدل لذلك الذي تعلق به النهي، بمعنى أنه اتفق انحصار فرد المأمور به فيه، وهذا كالصلاة والصوم في الأزمنة والأيام المخصوصة المذكورة في الفقه.
الثالث:
أن تكون النسبة بينهما هي العموم من وجه، ولا بد في هذا القسم الأخير - بعد القطع بامتناع اجتماع الأمر والنهي، والقطع بصحة العبادة - من تخصيص النهي بما إذا لم يكن متعلقه عبادة، فيرتفع النهي عن مورد الاجتماع.
ولو فرض استكشاف منقصة ذاتية ملازمة للعنوان الذي تعلق به النهي من ذلك النهي المتعلق به، بحيث يعلم ثبوت تلك المنقصة لمورد الاجتماع الذي هو من العبادة، فلا بد من التزام أن مصلحة جهة العبادية (2) الثابتة له غالبة على

(1) إضافة يقتضيها السياق.
(2) في الأصل: العبادة به..
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377