وحق عليك أن تعي.
وأما الثامنة والثلاثون: فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعثني بعثا، ودعا لي بدعوات، واطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه، قال: لو قدر محمد أن يجعل ابن عمه نبيا لجعله، فشرفني الله عز وجل بالاطلاع على ذلك على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله).
وأما التاسعة والثلاثون: فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا؛ لا يجتمع حبي وحبه إلا في قلب مؤمن. إن الله عز وجل جعل أهل حبي وحبك - يا علي - في أول زمرة السابقين إلى الجنة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من أمتي إلى النار.
وأما الأربعون: فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهني في بعض الغزوات إلى ركي (1) فإذا ليس فيه ماء، فرجعت إليه فأخبرته، فقال: أفيه طين؟ قلت: نعم. فقال، ائتني منه، فأتيت منه بطين، فتكلم فيه، ثم قال: ألقه في الركي، فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتى امتلأ جوانب الركي، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي: وفقت يا علي، وببركتك نبع الماء. فهذه المنقبة خاصة بي من دون أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله).
وأما الحادية والأربعون: فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أبشر يا علي؛ فإن جبرئيل أتاني فقال لي: يا محمد إن الله تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك، فجعله وصيك والمؤدي عنك.
وأما الثانية والأربعون: فإني سمعت رسول الله يقول: أبشر يا علي؛ فإن منزلك في الجنة مواجه منزلي، وأنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى عليين.