من عائشة، فكشف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فحنا عليه يقبله ويبكي ويقول: ليس ما يقول ابن الخطاب شيء، توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي نفسي بيده، رحمة الله عليك يا رسول الله! ما أطيبك حيا وما أطيبك ميتا! ثم غشاه بالثوب، ثم خرج سريعا إلى المسجد يتوطأ رقاب الناس، حتى أتى المنبر، وجلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلا إليه، فقام أبو بكر إلى جانب المنبر ثم نادى الناس فجلسوا وأنصتوا، فتشهد أبو بكر بما علمه من التشهد وقال:
إن الله تبارك وتعالى نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين أظهركم، ونعاكم إلى أنفسكم؛ فهو الموت حتى لا يبقى أحد إلا الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى:
(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) إلى قوله (وسيجزي الله الشكرين) فقال عمر: هذه الآية في القرآن؟! والله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم!! (1) 929 - صحيح البخاري عن أنس بن مالك: انه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي (صلى الله عليه وآله)، فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يدبرنا - يريد بذلك أن يكون آخرهم - فإن يك محمد (صلى الله عليه وآله) قد مات فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا (صلى الله عليه وآله)، وإن أبا بكر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثاني اثنين؛ فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر (2).