وقال:
ألا من كان يعبد محمدا (صلى الله عليه وآله) فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وقال: (إنك ميت وإنهم ميتون). وقال: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقبكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيا وسيجزي الله الشكرين). فنشج الناس يبكون (1).
928 - دلائل النبوة عن عروة - في ذكر وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) -: قام عمر بن الخطاب يخطب الناس ويوعد من قال: " قد مات " بالقتل والقطع ويقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غشيته لو قد قام قطع وقتل، وعمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أم مكتوم قائم في مؤخر المسجد يقرأ (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) إلى قوله (وسيجزي الله الشكرين) والناس في المسجد قد ملؤوه ويبكون ويموجون لا يسمعون، فخرج عباس بن عبد المطلب على الناس فقال: يا أيها الناس، هل عند أحد منكم من عهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وفاته فليحدثنا؟ قالوا: لا. قال: هل عندك يا عمر من علم؟ قال: لا. قال العباس:
أشهد أيها الناس أن أحدا لا يشهد على النبي (صلى الله عليه وآله) لعهد عهده إليه في وفاته، والله الذي لا إله إلا هو، لقد ذاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) الموت.
وأقبل أبو بكر من السنح على دابته حتى نزل بباب المسجد، ثم أقبل مكروبا حزينا، فاستأذن في بيت ابنته عائشة، فأذنت له، فدخل ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد توفي على الفراش والنسوة حوله، فخمرن وجوههن واستترن من أبي بكر إلا ما كان