موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
الصحة. وهذا الكلام لا يعني طبعا أن هذا الرجل لم يكن له أي وجود خارجي.
ولو أن الأخبار التي نقلها سيف بن عمر تختص بهذا الرجل وحده لكان من الجائز تأكيد صحة هذا الرأي. ولكن النكتة الجديرة بالتأمل هي أن الكثير من النصوص التاريخية والحديثية - الواردة عن غير طريق سيف بن عمر - تحدثت عن وجود شخص باسم " عبد الله بن سبأ ".
أظهرت الكثير من النصوص عبد الله بن سبأ كشخصية مغالية. فقد ذكرت بعض المصادر بأن الإمام علي (عليه السلام) أحرقه لغلوه فيه وتأليهه إياه:
1 - توجد في كتاب رجال الكشي خمس روايات عن عبد الله بن سبأ ومعتقداته، ثلاث منها ذات سند صحيح (1).
2 - جاءت في كتاب من لا يحضره الفقيه وتهذيب الأحكام رواية يسأل فيها عبد الله بن سبأ عن حكمة رفع اليدين أثناء الدعاء (2).
3 - ورد في كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق أن زرارة سأل الإمام الصادق (عليه السلام): إن رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض (3).
4 - في رجال الطوسي أشير إلى اسم عبد الله بن سبأ في عداد أصحاب الإمام علي (عليه السلام) وجاء فيه: عبد الله بن سبأ، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو (4).
5 - وفي كتاب الغيبة للطوسي أشير إلى السبئية عند ذكر الاعتقاد بالإمام

(١) رجال الكشي: ١ / ٣٢٣ / ١٧٠ و ح ١٧١ وص ٣٢٤ / ١٧٢ و ح ١٧٣ و ١٧٤.
(٢) من لا يحضره الفقيه: ١ / ٣٢٥ / ٩٥٥، تهذيب الأحكام: ٢ / ٣٢٢ / ١٣١٥.
(٣) الاعتقادات: ١٠٠ / ٣٧.
(٤) رجال الطوسي: ٧٥ / 718.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 » »»
الفهرست