عليك دماء البدن إن كتمتنيها! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قلت:
نعم. قال: أيزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص عليه؟ قلت: نعم، وأزيدك؛ سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمره ذرو (1) من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذرا، ولقد كان يربع (2) في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام، لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا! ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني علمت ما في نفسه، فأمسك، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم (3).