(من أراد الدنيا فلا ينصحك ومن أراد الآخرة فلا يصحبك) فالذي يريد الدنيا يسير في ركب صاحبها فلا يقول كلمة لله. والذي يريد الآخرة يعتزل مجالس رجل يعجزه عمله ويعميه أمله عن طريق الآخرة.
وصدق " جعفر الصادق " ولم يكذب أبو جعفر المنصور فلقد كان أحوج الناس إلى النصيحة. وكانت صحبة الصادق له أمانا من النار.
* * * دخل عليه سفيان الثوري يوما فقال له: اتق الله فقد ملأت الأرض ظلما وجورا فطأطأ رأسه وقال: ارفع حاجتك.. قال سفيان:
حج عمر فقال للخازن كم أنفقنا من بيت المال قال: بضعة عشر درهما.
وأرى هنا أموالا لا تطيق الجمال حملها...
وخرج سفيان.
ولما راجع المنصور كاتبه ليقتل سفيان قال له (اسكت يا أنوك (أحمق). فما بقى على الأرض من يستحى منه غير " مالك " وسفيان) (1) وإذا كان هذان الإمامان اللذان ليس في الأرض غيرهما، تلميذين في مجلس الإمام الصادق. يلتمسان علمه ويترسمان هديه. فما أحوج الخليفة إلى أن يقارب مجلس الصادق بأن يدعوه إلى مجلسه.