في بئر الحمام فأرة ميتة فلم يعد صلاته وقال (نأخذ بقول إخواننا من أهل المدينة: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا).
فهؤلاء أئمة المذاهب لا يتسامحون في خلافاتهم فحسب بل يتجاوزون الخلاف العلمي إلى التطبيق العملي.
من أجل ذلك يقول أحمد لتلميذ إسحاق بن بهلول إذ ألف كتابا يريد أن يسميه " كتبا الاختلاف ": (سمه كتاب السعة).
ويقول عمر بن عبد العزيز " ما سرني باختلافهم حمر النعم ".
الإمامة:
الإسلام دين ودولة. فالدولة تكفل لمبادئ الإسلام التطبيق، والانتشار، وانتفاع الجماعة والأفراد به. وبالدين عزة الفرد والجماعة، ورسوخ أركان الدولة. والدين للدولة روح للجسد. وهو للفرد دم نقي يجرى في عروقه أو هواء صحي يتنفسه. ولا حياة إلا بالدم والتنفس.
وكان من آيات الإعجاز الإسلامي أن يبلغ المسلمون الذروة أفرادا أو دولا أو مجتمعات في عصر، أو في أشهر، بل في ساعات، بمجرد إخلاصهم في التمسك بالإسلام.
لقد بلغوا ما يدعو إليه الإسلام في " خلافة " أبى بكر وعمر، والسنين الستة الأولى من " خلافة " عثمان، وفي أقل من ثلاثين شهرا في " خلافة " عمر بن عبد العزيز. و الخلافة الراشدة قياده مسددة.
ولقد بلغ المحاربون مبالغهم، في يوم واحد، هو العاشر من رمضان سنة 1393، إذ كانوا يقتحمون حصون إسرائيل وهم يتنادون: الله أكبر:
الله أكبر.
والإمامة - أو الخلافة - قد تكون خلافة عن النبي في تبليغ الأمور الدينية أو في الولاية السياسية أو فيهما جميعا. وهي عند الشيعة دينية وسياسية محصورة في أهل البيت. لكنها عند جمهور أهل السنة تجوز لأي قرشي عادل، يختاره المسلمون بشورى صحيحة، وبيعة عامة.