قال ابن عباس: هيهات يا أبا عبد الله. تأخذ جديدا وتعطى خلقا.
قال: من لي منك يا ابن عباس. ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها!
والمسلمون يتناقلون قول الشافعي في جامع عمرو عن عمرو: قدم ابن عمامة على عمرو فألفاه صائما وقد أحضر إخوانه طعاما. وصلى صلاة فأتقنها. ثم أتى بمال فأمر بتفريقه. قال ابن عمامة: يا أبا عبد الله وأتاك مال أنت به أحق من غيرك ففرقته. بم ذاك يا أبا عبد الله؟ قال: ويحك يا ابن عمامة فلو كانت الدنيا مع الدين أخذناها وإياه. ولو كانت تنحاز عن الباطل أخذناها وتركناه. فلما رأينا ذلك كذلك خلصنا عملا صالحا وآخر سيئا عسى أن يرحمنا الله.
وسمع العالم الشافعي في جامع عمرو يهتز تحتانا إلى أبناء علي في الحجاز فينشد:
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهض ..................................
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أنى رافضي ريحانة النبي في كربلاء:
انتهى عصر معاوية بعد خلافة طالت تسعة عشر عاما وثلاثة أشهر وخمسة أيام (1) ليبدأ عصر يزيد (61 - 64) فكان أفسد حكم. وقع