دينية يهودية يقتضى الالتجاء إلى القيم الدينية، وإن لم يستلزم إقامة دولة دينية. ولقد طالما استعملت أوربة الأسلحة الدينية ضد المسلمين (1).
* * * إن الحضارة الأوربية - من شرق وغرب - تحسب حساب " قوة عربية إسلامية " في مفترق الطرق إلى العالم، وفي ملتقى المصالح للدول العظمى، وأنها قوة يبلغ عددها الآن مائة مليون. قد تكون مائتين في نهاية القرن الميلادي.
يزخر إقليمها بأسباب القوة، وتنصع صحراواتها بالمعادن، فتضئ في صور الأقمار الصناعية الدائرة حول الأرض ليل نهار.
والحضارة الأوربية تحسب حسابا آخر لاجتماع المسلمين على " المبادئ " التي سادوا بها كلما اجتمعوا.
والحضارة الأوربية، أو الأمريكية، وإن كانت ذات منهاج وثنى، راسخة الجذور في الفكر الديني (2). لقد كانت " الحرب الصليبية " صيحة التجمع لشعوب أوربة المشتتة في العصور الوسطى، وكانت معاهدة " وستفاليا " راسمة حدود دولها الحالية من (1648). وهي نصفان: نصف " ديني " لإرضاء البروتستنت ونصف سياسي " لمنع الحروب الدينية " - بعد منح حرية العقيدة.
وهذه المجتمعات و الدول في أوربة وأمريكا، آخذة الآن في العودة إلى الدين، وإلى التكتل تحت أسماء أو صور مختلفه، كالحلف أو المعاهدة أو المنظمة أو المؤتمر. ومنها السياسي والاقتصادي والعلمي والاجتماعي.
فما أحرانا أن نتحد على تسامح الإسلام وقيمه العالية... لنبقى ونقوى.
ألا و " إن هذا الأمر لا يصلح آخره إلا بما صلح به أوله ".