أمسك الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفعها إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرتها، وقال: طعام بطعام، وإناء بإناء.
وروى ابن أبي شيبة عن قيس بن وهب عن رجل من بني سراة، قال: قلت لعائشة - رضي الله تعالى عنها - أخبريني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أما تقرأ القرآن (وإنك لعلى خلق عظيم) (1). قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه فصنعت له طعاما، وصنعت له حفصة طعاما، فسبقتني حفصة، فقلت للجارية: انطلقي، فأكفئي قصعتها، فلحقتها، وقد هوت أن تضعها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفأتها فانكسرت القصعة فانتشر الطعام، فجمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فيها من الطعام على الأرض فأكلها، ثم بعثت بقصعتي فرفعها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حفصة، فقال: خذوا ظرفا مكان ظرف، وكلوا ما فيها، فقالت: فما رأيته في وجه رسول الله.
وروى النسائي عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها - أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فجاءت عائشة - رضي الله تعالى عنها - ومعها فهر ففلقت به الصحفة. فجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين فلقتي الصحفة، ويقول: كلوا غارات أمكم، ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة رضي الله تعالى عنها -.
وروى الترمذي وقال: حسن صحيح عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع نساءه في مرضه فقال: " إن أمر كن مما يهمني من بعدي ولن يصبر عليكن إلا الصابرون ". رواه أبو نعيم بلفظ: سيحفظني منكن الصابرون والصادقون.
الرابع: في محادثته - صلى الله عليه وسلم - لهن، وسمره معهن: روي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث نساءه حديث الذين خطبوا المرأة، وجعلوا ذكر صفاتهم إلى أحدهم ليصف لها كل واحد منهم من أحبت فتتزوجه، بعد أن سمعت صفته فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديثه:.
خذي من أخي ذا البجل * إذا رعى القوم عقل وإذا سعى القوم يسل * وإذا عمل القوم اتكل وإذا ترب الزاد أكل *........ (2)