سودة، ثم حفصة، ثم أم حبيبة، ثم أم سلمة ثم زينب بنت جحش، ثم ميمونة، ثم جويرية، ثم صفية، وقال عبد الله بن محمد بن عقيل، وابن إسحاق: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة ثم عائشة وأصدقها أربعمائة درهم زوجها منه - صلى الله عليه وسلم - أبوها، ثم سودة زوجها منه أباها وفدان بن قيس ابن عمها.
ويقال سليط بن عمرو ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس. وتعقبه ابن هشام بأن ابن إسحاق خالف ذلك، وذكر أنهما كانا في هذا الوقت بالحبشة وأصدقها أربعمائة درهم، ثم حفصة وزوجها إياه أبوها عمر بن الخطاب، ثم زينب بنت خزيمة زوجه إياها بعقبة بن عمرو الهلالي ثم أم سلمة زوجه إياها ابنها سلمة بن أبي سلمة وهو صغير كما سيأتي وأصدقها فراشا حشوه ليف وقدحا، [المجش وهي الرحي] ثم زينب بنت جحش زوجه إياها أخوها أحمد بن جحش، وأصدقها أربعمائة درهم، ثم جويرية زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص ثم ريحانة، أم حبيبة زوجه إياه خالد بن سعيد العاص بالحبشة وأصدقها النبي شيئا ثم صفية، ثم ميمونة زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وأصدقها العباس - رضي الله تعالى عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقال: إنها وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال: إنها زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وأصدقها النجاشي عنه أربعمائة دينار، وهو الذي خطبها على النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيه: ما ذكر ابن إسحاق من أن صداقه - صلى الله عليه وسلم - لأكثر أزواجه أربعمائة درهم. ورد ما يخالفه، روى مسلم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشأ قالت: أتدري ما النش؟ قلت: لا، قالت: النش نصف أوقية، فذلك خمسمائة، درهم، فذلك صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه، وهذا أولي بالصحة، لأنه متفق عليه، ولأنه فيه زيادة على ما ذكره ابن إسحاق، ومن ذكر الزيادة معه زيادة علم.
الثاني: في ذكر الآيات التي نزلت في شأن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: (وأزواجه أمهاتهم) [الأحزاب / 6] يعني أمهات المؤمنين ثم في تعظيم الحرمة وتحريم نكاحهن على التأبيد، فهن كالأمهات لا في النظر إليهن، والخلوة بهن فإن ذلك حرام في حقهن كما في الأجانب، ولا يقال لبناتهن أخوات المؤمنين، ولا لاخوتهن وأخواتهن أخوال المؤمنين وخالاتهم، فقد تزوج الزبير من أسماء بنت أبي بكر وهي أخت عائشة - رضي الله تعالى عنها - وتزوج العباس أم الفضل أخت ميمونة، ولم يقل: هما خالتا المؤمنين، ويقال:
لازواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين الرجال دون النساء بدليل ما روي عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة - رضي الله تعالى عنها -: يا أمة، فقالت: لست لك بأم إنما أم رجالكم، فبأن بذلك أن معنى الآية أن الأمومة في الأمة المراد بها تحريم نكاحهن على التأبيد كالأمهات: وقال تعالى في سورة الأحزاب: (يا أيها النبي قل لازواجك) [الأحزاب / 28].