وروى أبو داود، وابن ماجة، وأبو القاسم البغوي في معجمه وابن حبان عن معاوية بن مرة - رحمه الله تعالى - عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة فبايعناه، وإن قميصه لمطلق الإزار، ولفظ البغوي: لمحلول الإزار.
وروى أبو يعلى، والبزار، وابن خريمة، والبيهقي، وابن حبان عن زيد بن أسلم - رحمه الله تعالى - قال: رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنهما محلول الإزار، فسألته عن ذلك فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي كذلك.
وروى أبو نعيم، وأبو الحسن بن الضحاك - من طريقه - عن عطاء بن أبي رباح، رحمه الله تعالى قال: قلت لعبد الله بن عمر أشهدت بيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
نعم، قلت: فما كان عليه؟ قال: قميص من قطن، وجبة محشوة، ورداء وسيف، ورأيت النعمان ابن مقرن المزني قائما على رأسه، والناس يبايعونه.
وروى أبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصا فيه زر.
وروى أيضا عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان غليظان، فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ثوبيك هذين خشنان ترشح فيهما فيثقلان عليك.
وروى أبو داود، والترمذي - وصححه - وابن حبان عن قرة بن إياس رحمه الله تعالى قال: لما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم.
تنبيهات الأول: قال الشيخ في شرع السنن: وهذا الحديث أي حديث الكم إلى الرسغ مخصوص بالقميص الذي كان يلبسه في السفر، وكان يلبس في الحضر قميصا من قطن فوق الكعبين، وكماه مع الأصابع، ثم أورد حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما السابق.
الثاني: قال البخاري رحمه الله تعالى في الصحيح: باب جيب القميص عند الصدر وغيره، فأورد فيه حديث الجبين في مثل المتصدق والبخيل، وفيه يقول بأصبعه هكذا في جيبه.
قال الحافظ: الظاهر أنه كان لأنس قميص، وكان في طوقه فتحة إلى صدره بل استدل به ابن بطال رحمه الله تعالى على أن الجيب في ثياب السلف كان عند الصدر قال ابن بطال رحمه الله تعالى، وموضع الدلالة منه أن البخيل إذا أراد أن يخرج يده أمسكت في الموضع