صليت صلاة ما رأيتك صليت مثلها قط، قال: (أنا سمعت بكاء الصبي خلفي وترصف النساء، أردت أن تفرغ له أمه).
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن ابن علي رضي الله تعالى عنهما، وعنده الأقرع بن حابس التميمي فقال الأقرع: لي عشرة من الولد، ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى عليه وسلم وقال: (إن من لا يرحم لا يرحم) (1).
ورويا عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إنكم تقبلون الصبيان، وما نقبلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو أملك لك أن نزع الله تعالى الرحمة من قبلك) (2).
وروى محمد بن عمر الأسلمي في مغازيه عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم رضي الله تعالى عنه قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرج في فتح مكة رأى كلبة تهر على أولادها وهن حولها يرضعنها، فأمر رجلا من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها، لا يعرض أحد من الجيش لها، ولا لأولادها.
وروى البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأحببت ألا أتخلف خلف سرية تخرج في سبيل الله، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه، ولا يجدون ما يتحملون عليه، وشق عليهم أن يتخلفوا بعدي.
الحديث) (3).
وروى الإمام مالك رحمه الله تعالى وغيره عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء، ومع كل صلاة) (4).
وروى ابن حبان عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعذر أبا بكر من عائشة ولم يظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينال منها بالذي نال منها، فرفع أبو بكر يده، فلطمها، وصك في صدرها، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، وقال: (يا أبا بكر ما أنا بمستعذرك أبدا) (5).
وروى مسلم وغيره عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل معه على ابنه إبراهيم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه، وروى ما شاء الله أن يقول، قال أنس:
فلقد رأيته، وهو يكبد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: