وروى البخاري في الأدب عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى حائط من حوائط الحاجة وخرجت في أثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، وقلت لأكونن اليوم بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى حاجته، وجلس على قف البئر وكشف عن ساقيه، وأولادهما في البئر.
وروى الطبراني في الأوسط برجال موثقين عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعواف وبلال معه، فدلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه، فجاء أبو بكر يستأذن، فقال: يا بلال ائذن له، وبشره بالجنة، فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلى رجليه في البئر، وكشف عن فخذه، ثم جاء عمر يستأذن، فقال: يا بلال ائذن له، وبشره بالجنة، فدخل، فجلس عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر، وكشف عن فخذه، ثم جاء عثمان، فقال: ائذن له يا بلال، وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه، فدخل عثمان فجلس، فعدله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذه.
السادس: في جلوسه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه.
روى ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: ما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه بين يدي جليس له قط، ولا يبادر يده أحد قط فيتركها حتى يكون هو يدعها، وما جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد قط فقام حتى يقوم، وما وجدت شيئا قط أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السابع: في أين يجلس من أصحابه صلى الله عليه وسلم؟.
روى أبو الحسن بن الضحاك عن كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه قال: كان يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه مكان المائدة من القوم حلقة ثم حلقة، وهو في وسطهم، فيقبل على هؤلاء فيحدثهم، ثم على هؤلاء، ثم على هؤلاء.
وروى النسائي عن أبي هريرة، وأبي ذر رضي الله تعالى عنهما قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه فتجئ العرب فلا تدري أين هو؟ حتى تسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له محلا فتعرفه العرب إذا رأوه، فبنينا له دكانا من طين فكان يجلس عليه، وكنا نجلس بجانبه سماطين.
وروى أبو الحسن بن الضحاك رضي الله تعالى عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله.
الثامن: في استلقائه صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام أحمد عن عباد بن تميم عن عمه رضي الله تعالى عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد، واضعا إحدى رجليه على الأخرى.