وروى البزار، وأبو الحسن بن الضحاك عن زياد بن سبرة قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على أناس من أشجع وجهينة، فمازحهم، وضحك معهم، قال:
فوجدت في نفسي، قلت: يا رسول الله تضاحك أشجع وجهينة؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفع يده تحت منكبي، ثم قال: (أما إنهم خير من بني فزارة، ومن بني بدر، وخير من بني الشريد، وخير من قومك، أو لا أستغفر الله) فلما كانت الردة لم يبق من أولئك الذين خبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد لا ارتد، قال: وجعلت أتوقع قومي، أهمني ذلك مخافة أن يرتدوا، فأتيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وكان لي صديقا، فقصصت عليه الحديث، والأمر الذي أخافه، فقال: لا تخافن أما سمعته يقول: (أو لا أستغفر الله).
وروى أبو بكر الشافعي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (يا بني).
وروى أيضا عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: له (مرحبا) (1).
وروى الإمام أحمد والبخاري في الأدب، وأبو داود والترمذي وصححه عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنا حاملوك على ولد الناقة)، فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وهل تلد الإبل إلا النوق).
وروى أبو داود والترمذي - وقال حسن غريب - عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (يا ذا الأذنين) (2).
وروى البخاري عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أضع تحت رأسي خيطين، فلم يتبين لي شئ، فقال: (إنك لعريض الوسادة)، وفي لفظ: لعريض القفا يا ابن حاتم، هو بياض النهار من سواد الليل، ورواه أبو نعيم، وأدخله في باب مداعبته من أخطأ ليزول عن المخطئ بذلك الخجل (3).
وروى أبو داود بإسناد جيد عن أسيد بن الحضير رضي الله تعالى عنه أن رجلا من الأنصار كان فيه مزاح فبينا هو يحدث القوم يضحكهم إذ طعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود كان في يده، فقال: يا رسول الله أصبرني، قال: (اصطبر) قال إن عليك قمصا، وليس