جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
ثم أخذ الراية من يده فحمل (وحمل) الناس معه فما كان أهل البصرة إلا كرماد اشتدت به الريح فاستطار في يوم عاصف فبلغت ميمنتهم إلى مدينة الرزق وبلغت الميسرة إلى مقبرة بني حصن وبلغ القلب إلى بني عدي (1).
ولقي علي طلحة فقال: يا أبا محمد ما أخرجك علي؟ قال: طلب دم عثمان! قال: قتل الله أولانا بدم عثمان أما سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟) أوما أنت أول من بايعني ثم نكثت؟!! (ثم) قال: * (ومن نكث فإنما ينكث عن نفسه) * (2) فقال (طلحة): استغفر الله ورجع (3).
فقال مروان (بن الحكم) قاتله الله: رجع طلحة والزبير؟ ما أبالي إلى ها هنا رميت أم ها هنا؟!
فرمى طلحة في أكحله فقتله!!! (4) فمر به علي وهو مقتول في موضعه فنظر إليه / 77 / أ / وبكى وقال: * (إنا لله وإنا إليه راجعون) * (5) أبا محمد أنت والله كما قال الشاعر:
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه إذا هو ما استغنى ويبعده الفقر كأن الثريا علقت في جبينه (6) وفي خده الشعرى وفي الاخر البدر

(١) وليراجع مروج الذهب وتاريخ الطبري.
(٢) اقتباس من الآية العاشرة ة من سورة الفتح: ٤٨.
(٣) لم يكن رجوع طلحة إلا رجوع منهزم فاشل فلو كان رجوعه رجوع تائب كان يعلن ذلك وينادي به أو ينحاز إلى صف عسكر أمير المؤمنين عليه السلام، وكل ذلك ما فعل بل أصر على انحرافه وكان في آخر رمق منه يقول: " اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى مني " ولم يكن قائلا: " اللهم اغفر لي بما نقضت بيعة علي سبب، وبما ألقيت بين المسلمين من الشقاق حتى قتل بعضهم بعضا؟! " فليلاحظ ترجمة طلحة من تاريخ دمشق أو حرب الجمل من تاريخ الطبري: ج ٤ ص ٥٢٧ والعقد الفريد: ج 3 ص 99 ط القديم بمصر.
(4) وقتل طلحة بسهم مروان - أمير المؤمنين للطائفة السنية - أمر متواتر لم يتيسر لشيعة آل أبي سفيان كتمانه وإنكاره، وشواهده في كتبهم جمة جدا.
ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة في كتاب الامراء تحت الرقم: " 10627 " من المصنف: ج 11، ص 9.
وذكره أيضا في كتاب الجمل تحت الرقم: " 19616، و 19650 " من المصنف: ج 15، ص 259 وص 276 ط 1.
ورواه أيضا ابن عساكر في ترجمة كل من طلحة ومروان من تاريخ دمشق.
(5) تفرد بهذا الذيل - بسند ضعيف - ابن عبد ربه عن أبي إدريس، عن ليث، عن طلحة بن مصرف كما في عنوان: " مقتل طلحة " يوم الجمل من كتاب العسجدة الثانية وتواريخهم من الطبعة المصرية من العقد الفريد ج 3 ص 100.
(6) هذا هو الصواب، وفي أصلي تصحيف فاحش.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست