الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٢٢
لا أبوح به لأحد إلا لك عند موته. [قال: هات] وقصصت عليه القصة التي قالها لي من أولها إلى آخرها وهو متعجب من ذلك، ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلى وتأنينا بالصلاة عليه قليلا فإذا بالرجل قد أقبل على بعير من جهة الصحراء كما قال ونزل ولم يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه، وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثرا ولا لبعيره (1).
ثم إن الخليفة قال: نحفر له من خلف قبر الرشيد، فقلت له: يا أمير المؤمنين ألم أخبرك بمقالته؟ قال: نريد ننظر إلى ما قلته، فعجز الحافرون، فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوان، وعجزوا عن حفرها وتعجب الحاضرون من ذلك، وتبين للمأمون صدق ما قلته له عنه. فقال: أرني الموضع الذي أشار إليه، فجئت بهم إليه فما كان إلا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها فظهر من تحتها قبر معمول وإذا في قعره ماء أبيض، وأعلمت الخليفة فحفر وأبصره على الصفة التي ذكرتها له، وأشرف عليه المأمون وأبصره. ثم إن ذلك الماء نشف من وقته فواريناه ورددنا فيه الأطباق على حالها والتراب، ولم يزل الخليفة المأمون يتعجب بما رأى ومما سمعه مني ويتأسف عليه ويندم، وكلما خلوت في خدمته يقول: يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرضا؟ فأعيد عليه الحديث فيتلهف ويتأسف ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون (2).

(١) انظر أمالي الشيخ الصدوق: ٥٢٦ ح ١٧، الخرائج والجرائح للراوندي: ١ / ٣٥٢ ح ٨، عيون أخبار الرضا: ٢ / ٢٤٢ ح ١، البحار: ٤٩ / ٣٠٠ ح ١٠، و: ٨٢ / ٤٦ ح ٣٥، مدينة المعاجز: ٤٩٨ ح ١١٤، و ٥٢٤ ح ٣٧، الوسائل: ٢ / ٨٣٧ ح ٤.
(٢) انظر عيون أخبار الرضا: ٢ / ٢٤٥ ح ١، نور الأبصار للشبلنجي: ٣٢٤، أئمة الهدى: ١٢٧، الكواكب الدرية لعبد الرؤوف المناوي: ١ / ٢٥٦، مفتاح النجا للبدخشي: ٨٢، الاعتصام بحبل الإسلام: ٢٤٠، الأنوار القدسية للسنهوتي: ٤٠، إثبات الهداة للحر العاملي: ٦ / ٩٥ ح ٩٨، إعلام الورى: ٣٤٣، كشف الغمة: ٣٣٢، العدد القوية: ٢٧٦ ح ١٣، الثاقب في المناقب: ٤٣١، مناقب آل أبي طالب: ٣ / ٤٨١، مدينة المعاجز: ٤٨٤، دلائل الإمامة: ١٧٨، الهداية الكبرى للخصيبي: 283، البحار: 49 / 293 ح 8.
(١٠٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1013 1018 1019 1020 1021 1022 1023 1024 1025 1025 1031 ... » »»
الفهرست