الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٠٢
الوزان في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه: أن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لما دخل إلى نيشابور في السفرة التي فاز (1) فيها بفضيلة الشهادة كان في قبة مستورة بالسقلاط (2) على بغلة شهباء وقد شق نيشابور، فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية والمثابران (3) على السنة المحمدية أبو زرعة الرازي (4) ومحمد بن أسلم الطوسي (5) ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم وأهل الأحاديث وأهل الرواية والدراية، فقالا: أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك محمد (صلى الله عليه وآله) نذكرك به.
فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبة وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان على عاتقه والناس كلهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه وهم بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر (6) بغلته، وعلا الضجيج فصاحت الأئمة والعلماء والفقهاء: معاشر الناس اسمعوا وعوا وانصتو لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم. وكان المستملي أبو زرعة

(١) في (أ): خص.
(٢) السقلاط: نوع من الثياب الرومية. انظر لسان العرب: مادة " سقط " تاج العروس في شرح القاموس:
مادة " سقط ".
(٣) في (ب): المشايران.
(٤) هو أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي بالولاء الرازي، من أئمة الحديث، زار بغداد وحدث بها وكان يحفظ مائة ألف حديث، توفي بالري سنة (٢٦٤ ه‍). انظر تذكرة الحفاظ:
٢
/ ١٢٤، تاريخ بغداد: ١٠ / ٣٢٦، الأعلام للزرگلي: ٤ / ٣٥٠.
(٥) هو أبو الحسن محمد بن أسلم بن يزيد الكندي، مولاهم الطوسي، من حفاظ الحديث المشهورين، وقد اشتهر بالصلاح، توفي سنة (٢٤٢ ه‍). انظر تذكرة الحفاظ: ٢ / 103، حلية الأولياء: 9 / 238، شذرات الذهب: 2 / 100.
(6) في (ج): حزام.
(١٠٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 997 998 999 1000 1001 1002 1003 1004 1005 1006 1007 ... » »»
الفهرست