وثنى بذكر نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وقال: أيها الناس إن لنا عليكم حقا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكم علينا حق به، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحق لكم (1)، والسلام. ولم يسمع منه في هذا المجلس غير هذا.
وخطب للرضا بولاية العهد في كل بلد، وخطب عبد الجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة الشريفة فقال في الدعاء للرضا وهو على المنبر: ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأنشد:
ستة آباء هم ما هم أفضل * من يشرب صوب الغمام (2) وذكر المديني (3) قال: لما جلس الرضا ذلك المجلس وهو لابس تلك الخلع والخطباء يتكلمون وتلك الألوية تخفق على رأسه نظر أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه الحاضرين ممن كان يختص به وقد داخله من السرور مالا عليه من مزيد (4) وذلك لما رأى، فأشار إليه الرضا فدنا منه وقال له في أذنه سرا: لا تشغل قلبك بهذا الأمر (5) ولا تستبشر به فإنه شيء لا يتم (6).