ثم إنه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيام فلما صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيام خرج عليه قوم من أحداثهم اخذوا الجبة منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه ثم قالوا: نخشى أن تؤخذ هذه الجبة منك يأخذها غيرنا ثم لا ترجع إليك، فبالله إلا ما أخذت الألف وتركتها، فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبة ثم سافر عنهم.
وعن أبي الصلت (ره) قال: قال دعبل (رض): لما أنشدت مولاي الرضا هذه القصيدة وإنتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج (1) * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا (عليه السلام) ثم رفع رأسه إلي وقال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين (2) أتدري من هذا الإمام الذي تقول؟ فقلت (3): لا أدري إلا أني سمعت يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض (4) عدلا، فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعده علي ابنه وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (5).