والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت فقلت يا نبي الله انى امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم فداعيهم إلى الاسلام فادع الله ان يكون لي عونا عليهم قال اللهم اجعل له آية فخرجت حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي فانى أخشى ان يظنوا أنها مثلة فتحول في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور كالقنديل المعلق قال فأتاني أبى فقلت له قال ديني دينك فأسلم ثم أتتني صاحبتي فذكر مثل ذلك فأسلمت ثم دعوت دوسا إلى الاسلام فابطئوا على ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد غلبتني دوس فادع الله عليهم وقال اللهم اهد دوسا فخرجت إليهم ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي وهو بحيبر بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرور ففعل ثم قلت بعد فتح مكة يا رسول الله ابعثنى إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة (1) حتى احرقه فبعثه. وجعل الطفيل يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا * ميلادنا أكبر من ميلادكا أنا حشوت النار في فؤادكا قال فلما أحرقته أسلموا جميعا ثم قتل الطفيل باليمامة شهيدا. والخبر عند ابن سعد طويل وأنا اختصرته (2)