وعنى بها الملائكة أن شفاعتهم ترتجى، ومنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها حاكيا عن الكفرة وأنهم يقولون ذلك فقالها متعجبا من كفرهم قال والحديث على ما خيلت غير مقطوع بصحته. قلت بلغني عن الحافظ عبد العظيم المنذري رحمه الله أنه كان يرد هذا الحديث من جهة الرواة بالكلية وكان شيخنا الحافظ عبد المؤمن الدمياطي يخالفه في ذلك. والذي عندي في هذا الخبر أنه جار مجرى ما يذكر من أخبار هذا الباب من المغازي والسير. والذي ذهب إليه كثير من أهل العلم الترخص في الرقائق ومالا حكم فيه من أخبار المغازي وما يجرى مجرى ذلك وأنه يقبل فيها من لا يقبل في الحلال والحرام لعدم تعلق الاحكام بها، وأما هذا الخبر فينبغي بهذا الاعتبار أن يرد إلى ما يتعلق به إلا أن يثبت بسند لا مطعن فيه بوجه ولا سبيل إلى ذلك فيرجع إلى تأويله.
(١٥٨)