إذا المرء لم يترك طعاما يحبه * ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما قضى وطرا منه وغادر سبة * إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما ولم يذكر ابن إسحاق مع عمرو إلا عبد الله بن أبي ربيعة في رواية زياد. وفى رواية ابن بكير لعمارة بن الوليد ذكر فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي في أحسن جوار فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا ومن النساء ثماني نسوة فمات منهم رجلان بمكة وحبس بمكة سبعة نفر، وشهد بدرا منهم أربعة وعشرون رجلا فلما كان شهر ربيع الأول وقيل المحرم سنة سبع من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي كتابا يدعوه فيه إلى الاسلام وبعث به مع عمرو بن أمية الضمري فلما قرئ عليه الكتاب أسلم وقال لو قدرت أن آتيه لأتيته وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ففعل وأصدق عنه تسعمائة دينار وكان الذي تولى التزويج خالد بن سعيد ابن العاص بن أمية وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه من بقى عنده من أصحابه ويحملهم ففعل فجاءوا حتى قدموا المدينة فيجدون رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح خيبر فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يدخلوهم في سهمانهم ففعلوا. وكان سبب رجوع الأولين الاثني عشر رجلا ومن ذكر معهم من النساء فيما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوما على المشركين (والنجم إذا هوى) حتى بلغ (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان كلمتين على لسانه " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى " فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد وسجد القوم جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود ويقال إن أبا أحيحة سعيد بن
(١٥٦)