ولم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض عليه السلام في شهر رمضان سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات.
وكان عليه السلام نهى الحسن عن المثلة فقال يا بنى عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي انظر يا حسن إن أنا مت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
فلما قبض عليه السلام بعث الحسن عليه السلام إلى ابن ملجم فقتله ولفه الناس في البواري وأحرقوه وكان أنفذ إلى الحسن يقول إني والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به اني عاهدت الله أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما فان شئت خليت بيني وبينه ولك الله على أن أقتله فان قتلته وبقيت لآتينك حتى أضع يدي في يدك فقال أما والله حتى تعاين النار ثم قدمه فقتله.
وذكر أبو المؤيد في مناقبه يرفعه ان عليا عليه السلام قال لأم كلثوم يا بنية ما أراني إلا قل ما أصحبكم قالت ولم يا أبة؟ قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي ويقول لي يا علي لا عليك قضيت ما عليك.
وعنه قال لما ضرب علي عليه السلام تلك الضربة قال فما فعل ضاربي؟
أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي فان عشت فأنا أولى بحقي وان مت فاضربوه ضربة ولا تزيدوه عليها ثم أوصى الحسن فقال لا تغال في كفني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تغالوا في الكفن وامشوا بين المشيتين فان كان خيرا عجلتموني وان كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم.