أجدب العام والعروة الوثقى لذوي الاعتصام والملجأ إذا نبذ العهد وخفر الذمام والموئل الذين بولايتهم ومحبتهم يصح الإسلام والملاذ إذا عرم الزمان وتنكر الأقوام والوزر الذين تحط بهم الأوزار وتغفر الآثام اللهم صل عليهم صلاة تزيدهم بها شرفا ومجدا وتوليهم بها فوق رفدك رفدا وتثبت لهم في كل قلب ودا وعلى كل مكلف عهدا فإنهم عليهم السلام عبادك الذين اقتفوا آثار نبيك وانتهجوا وسلكوا سبيلك الذي أمرتهم به فما عرجوا وطاب لهم السرى في ليل طاعتك وعبادتك فأدلجوا لا يأخذهم فيما أمرتهم به فتور ولا يعتريهم كلال ولا قصور نهارهم صيام وليلهم قيام وجودهم وافر كثير وبرهم زايد غزير وفضلهم شايع شهير لا يجاريهم مجار ولا يلحق عفو سعيهم سار ولا يمارى في سؤددهم ممار اللهم إلا من سلبه الله هداية التوفيق وأضله عن سواء الطريق اللهم فانفعنا بحبهم واجعلنا من صحبهم واحسبنا من حزبهم واجعل كسبنا في الدنيا والآخرة من كسبهم ونعمنا بسلمهم كما أشقيت آخرين بحربهم ولا تخلنا في الدنيا من موالاتهم وفي الآخرة من قربهم فبهم عليهم السلام اهتدينا إليك وهم أدلتنا عليك وبحبك أحببناهم وبارشادك عرفناهم إنك عظيم الآلاء سميع الدعاء.
وقد جريت على عادتي ومدحت مولانا الباقر عليه السلام بهذه الأبيات وإن كانت قاصرة عن شريف قدره غير محيطة بما يجب من حمده وشكره وعد مناقب مجده وفخره ولكن إذا جرى القلم بكشف أمر فلا حيلة في ستره وما قدر مدحي في مدح من يتطامن كل شرف لشرفه وتقر الأوائل والأواخر بعلو قدره وقدر سلفه ويجرى مجراه ومجرى أوليته شريف خلقه فمن فكر في هذه العترة الصالحة وهداه الله بالتجارة الرابحة وكان له نظر صائب وفكر ثاقب قال ما أشبه الليلة بالبارحة والأبيات هذه.